للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ويضيفهم، فبينا هو يطعم الناس إذا هو بشيخ [كبير] يمشي في الحرّة، فبعث إليه بحمار، فركبه حتى إذا أتاه أطعمه، فجعل الشيخ يأخذ اللقمة يريد أن يدخلها فاه، فيدخلها عينَه وأذنَه ثم يدخلها فاه، فإذا دخلت جوفه خرجت من دبره، وكان إبراهيم قد سأل ربه عزّ وجلّ ألّا يقبض روحه حتى يكون هو الذي يسأله الموت، فقال للشيخ حين رأى مِنْ حاله ما رأى: ما بالك يا شيخ تصنع هذا؟ قال: يا إبراهيم، الكِبَر، قال: ابن كم أنت؟ فزاد على عمر إبراهيم سنتين، فقال إبراهيم: إنما بيني وبينك سنتان، فإذا بلغت ذلك صرت مثلك؟ ! قال: نعم، قال إبراهيم: اللهم اقبضني إليك قبل ذلك، فقام الشيخ فقبض روحَه، وكان ملك الموت.

ولما مات إبراهيم - عليه السلام -وكان موته وهو ابن مئتي سنة، وقيل ابن مئة وخمس وسبعين سنة- دفن عند قبر سارة في مزرعة حبْرُون (١). (١: ٣١٢).

٥٢٢ - وكان مما أنزل الله تعالى على إبراهيم - عليه السلام - من الصحف فيما قيل عشر صحائف، كذلك حدثني أحمد بن عبد الرحمن بن وهب، قال: أخبرني عمي عبد الله بن وهب، قال: حدثني الماضي بن محمد عن أبي سليمان، عن القاسم بن محمد، عن أبي إدريس الخولانيّ، عن أبي ذر الغفاريّ، قال: قلت: يا رسول الله، كم كتاب أنزله الله؟ قال: مئة كتاب وأربع كتب: أنزل الله عزَّ وجلَّ على آدم - عليه السلام - عشر صحائف، وعلى شيث خمسين صحيفة، وأنزل على أخنوخ ثلاثين صحيفة، وأنزل على إبراهيم عشر صحائف، وأنزل جلّ وعزّ التوراة والإنجيل والزبور والفرقان، قلت: يا رسول الله، فما كانت صحف إبراهيم؟ قال: كانت أمثالًا كلها:

أيها الملك المسلّط المبتلَى المغرور، إني لم أبعثك لتجمع الدنيا بعضها إلى بعض، ولكن بعثتك لتردَّ عني دعوةَ المظلوم؛ فإني لا أردُّها وإن كانت من كافر.

وكانت فيها أمثال: وعلى العاقل ما لم يكن مغلوبًا على عقله أن يكون له ساعات؛ ساعة يناجي فيها ربَّه، وساعة يفكر فيها في صنع الله عزّ وجلّ، وساعة يحاسب فيها نفسها فيما قدم وأخر، وساعة يخلو فيها لحاجته من الحلال في


(١) ضعيف، وهو من الإسرائيليات.

<<  <  ج: ص:  >  >>