للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

إِحْدَاهُمَا يَاأَبَتِ اسْتَأْجِرْهُ إِنَّ خَيرَ مَنِ اسْتَأْجَرْتَ الْقَويُّ الْأَمِينُ} وهي الجارية التي دعته. قال الشيخ: هذه القوة قد رأيت حين اقتلع الصخرة، أرأيتِ أمانته ما يدريك ما هي؟ قالت: إني مشيت قدامه فلم يحبّ أن يخونني في نفسي، وأمرني أن أمشيَ خلفه، قال له الشيخ: {قَال إِنِّي أُرِيدُ أَنْ أُنْكِحَكَ إِحْدَى ابْنَتَيَّ هَاتَينِ عَلَى أَنْ تَأْجُرَنِي} -إلى- {أَيَّمَا الْأَجَلَينِ قَضَيتُ}، إما ثمانية وإما عشرًا: {وَاللَّهُ عَلَى مَا نَقُولُ وَكِيلٌ}.

قال ابن عباس: الجارية التي دعته هي التي تزوج بها. فأمر إحدى ابنتيه أن تأتيَه بعصا فأتته بعصا، وكانت تلك العصا [عصا] استودعها إياه ملَك في صورة رجل، فدفعها إليه. فدخلت الجارية فأخذت العصا فأتته بها، فلما رآها الشيخ قال لها: لا، إيتيه بغيرها، فألقتها، فأخذت تُريد أن تأخذ غيرَها فلا يقع في يدها إلا هي، وجعل يرددها، فكل ذلك لا يخرج في يدها غيرها، فلما رأى ذلك عمد إليها فأخرجها معه، فرعى بها. ثم إن الشيخ قدم وقال: كانت وديعة، فخرج يتلقى موسى فلما لقيه قال: أعطني العصا، فقال موسى: هي عصاي، فأبى أن يعطيَه، فاختصما بينهما ثم تراضيا أن يجعلا بينهما أولَ رجُل يلقاهما، فأتاهما ملك يمشي فقضى بينهما فقال: ضعاها في الأرض فمن حمَلها فهي له، فعالجها الشيخ فلم يطقها، وأخذها موسى بيده فرفعها، فتركها له الشيخ، فرعى له عشر سنين.

قال عبد الله بن عباس: كان موسى أحقَّ بالوفاء (١). (١: ٣٩٨/ ٣٩٩).

٦٥٣ - حدثنا ابن وكيع، قال: حدثنا يزيد، قال: أخبرنا الأصبغ بن زيد، عن القاسم بن أبي أيوب، عن سعيد بن جبير، قال: سألني رجل من أهل النصرانية: أيّ الأجلين قضى موسى؟ قلت: لا أعلم -وأنا يومئذ لا أعلم- فلقيت ابن عباس، فذكرت له الذي سألني عنه النصرانيّ، فقال: أما كنت تعلم أن ثمانيًا واجبة عليه، لم يكن نبي لينقص منها شيئًا، وتعلم أن الله كان قاضيًا عن موسى عدتَه التي وعده، فإنه قضى عَشْر سنين (٢). (١: ٣٩٩).


(١) ضعيف.
(٢) ضعيف ورجح ابن كثير أن يكون الرجل يهوديًّا كما عند البخاري والطبري. (تفسير القرآن العظيم / ٢٦٥٦).

<<  <  ج: ص:  >  >>