للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قوله: {فَفَهَّمْنَاهَا سُلَيمَانَ}. وكان رجلًا غَزّاء لا يكاد يقعُد عن الغزو، وكان لا يسمع بملِك في ناحية من الأرض إلا أتاه حتى يُذِلّه. وكان فيما حدثنا ابن حميد، قال: حدثنا سلمة، عن ابن إسحاق -فيما يزعمون- إذا أراد الغزو أمر بعسكره فضرب له بخشب، ثم نصب له علي الخشب، ثم حمل عليه الناس والدوابّ وآلة الحرب كلها، حتى إذا حمل معه ما يريد، أمر العاصف من الريح فدخلت تحت ذلك الخشب، فاحتملْته حتى إذا استقلّت به أمر الرُّخاء فمرَّ به شهرًا في روْحته، وشهرًا في غدوته إلي حيث أراد. يقول: الله عزّ وجلّ: {فَسَخَّرْنَا لَهُ الرِّيحَ تَجْرِي بِأَمْرِهِ رُخَاءً حَيثُ أَصَابَ (٣٦)}، أي حيث أراد، وقال الله: {وَلِسُلَيمَانَ الرِّيحَ غُدُوُّهَا شَهْرٌ وَرَوَاحُهَا شَهْرٌ}.

قال: وذكر لي: أنّ منزلًا بناحية دجلة مكتوب فيه: كتاب كتبه بعض أصحاب سليمان، إما من الجن، وإما من الإنس: "نحن نزلناه وما بينيناه، ومبنيًا وجدناه، غدوْنا من إصطخر فقلْنَاهُ، ونحن رائحون منه إن شاء الله، فبائتون بالشام".

قال: وكان -فيما بلغني- لتمرّ بعسكره الريح، والرُّخاء تهوي به إلي ما أراد، وإنها لَتمرُّ بالمزرعة فما تحرِّكُها (١). (١: ٤٨٦/ ٤٨٧).

٧٥٢ - وقد حدثنا القاسم بن الحسنِ، قال: حدثني الحسين، قال: حدثني حجاج عن أبي معشر، عن محمد بن كعب القرظيّ، قال: بلغنا أن سليمان كان عسكره مئة فرسخ، خمسة وعشرون منها للإنس، وخمسة وعشرون للجنّ، وخمسة وعشرون للوحش، وخمسة وعشرون للطير، وكان له ألف بيت من قوارير علي الخشب، فيها ثلائمئة صريحة، وسبعمئة سريّة، فأمر الريح العاصف فرفعته وأمر الرخاء فسيّرته، فأوحي الله إليه وهو يسير بين السماء والأرض: أني قد زدتُ في ملكك، أنّه لا يتكلم أحدٌ من الخلائق إلا جاءت به الريح وأخبرتك (٢). (١: ٤٩٧/ ٤٨٨)

٧٥٣ - حدثني أبو السائب، قال: حدثنا أبو معاوية عن الأعمش، عن المنهال بن عمرو، عن سعيد بن جُبَير، عن ابن عباس، قال: كان سليمان بن


(١) ضعيف.
(٢) ضعيف.

<<  <  ج: ص:  >  >>