للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

عليَّ، فألقيت أحدَهما وهبطت بالآخر، فعرضتُه على أهل السريانية: هل يعرفون كتابَهُ؟ فلم يعرفوه، وعرضتُه على مَنْ يكتب بالزّبور من أهل اليمن، ومن يكتب بالمسنَد فلم يعرفوه. قال: فلما لم أجد أحدًا ممَّن يعرفه ألقيتُه تحت تابوت لنا، فمكث سنين، ثم دخل علينا ناس من أهل ماه من الفرس يبتغون الخَرز، فقلت لهم: هل لكم من كتاب؟ فقالوا: نعم، فأخرجتُ إليهم الحَجَر، فإذا هم يقرؤونه، فإذا هو بكتابهم: هذا قبر رسول الله عيسى بن مريم - عليه السلام - إلى أهل هذه البلاد؛ فإذا هم كانوا أهلها في ذلك الزمان، مات عندهم فدفنوه على رأس الجبل (١). (١: ٦٠٣/ ٦٠٤).

٧٩٠ - حدَّثنا ابن حميد، قال: حدثنا سلَمة عن ابن إسحاق، قال: ثم عدوا على بقية الحواريِّين يشمّسونهم ويعذبونهم، وطافوا بهم، فسمع بذلك ملك الروم - وكانوا تحت يديه، وكان صاحبَ وثن - فقيل له: إن رجلًا كان في هؤلاء الناس الذين تحت يديك من بني إسرائيل عدوْا عليه فقتلوه، وكان يخبرهم أنه رسول الله، قد أراهم العجائب، وأحيا لهم الموتى، وأبرأ لهم الأسقام، وخَلَق لهم من الطين كهيئة الطير، ونفخ فيه فكان طائرًا بإذن الله، وأخبرهم بالغيوب. قال: ويْحكم! فما منعكم أن تذكروا هذا لي من أمره وأمرهم! فوالله لو علمت ما خلّيتُ بينهم وبينه. ثم بعث إلى الحواريين، فانتزعهم من أيديهم، وسألهم عن دين عيسى وأمْرِه، فأخبروه خبره، فتابعهم على دينهم، واستنزل سرجس فغيّبه، وأخذ خشبته التي صُلِب عليها، فأكرمها وصانها لما مسَّها منه، وعدا علي بني إسرائيل، فقتل منهم قتلى كثيرة؛ فمن هنالك كان أصلُ النصرانية في الروم (٢). (١: ٦٠٤).

٧٩١ - وذكر بعض أهلِ الأخبار: أنّ مولد عيسى - عليه السلام - كان لمضيّ اثنتين وأربعين سنة من مُلْك أغوسطوس، وأنّ أغوسطوس عاش بعد ذلك بقيّة ملكه، وكان جميع ملكه ستًّا وخمسين سنة - قال بعضهم: وأيامًا.

قال: ووثبت اليهود بالمسيح، والرياسة ببيت المقدس في ذلك الوقت


(١) شيخ الطبري هنا ضعيف ومتهم بالكذب.
(٢) ضعيف.

<<  <  ج: ص:  >  >>