وقطورًا، وذلك: أنهم بغوْا في الحرم، فقتلهم دَوْس، وأتبع الذرّ آثار من بقي منهم، فولج في أسماعهم فأفناهم - ابن قصر - وهو مقاصري، وهو حصن، ويقال له: ناحث، وهو النزال بن زارح، وهو قمير - ابن سمي - وهو سما، وهو المجشر، وكان - فيما زعم - أعدلَ ملك ولي وأحسنه سياسة، وفيه يقول أميّة بن أبي الصلت لهرقل ملك الروم:
ابن مزرا - ويقال: مرهر - ابن صنفا، وهو السمر، وهو الصفيّ، هو أجود ملك رُئي على وجه الأرض، وله يقول أميّة بن أبي الصلت:
إنَّ الصَّفِيَّ بن النَّبيتِ مُمَلَّكًا ... أعْلَى وأجْوَدُ من هِرَقْلَ وقَيصَرا
ابن جعثم - وهو عرام، وهو النَّبيت، وهو قيذر، قال: وتأويل "قيذر": صاحب ملك، كان أوّل من ملك من ولد إسماعيل - ابن إسماعيل صادق الوعد، ابن إبراهيم خليل الرحمن بن تارح - وهو آزر - ابن ناحور بن ساروع بن أرغوا بن بالغ - وتفسير "بالغ": القاسم بالسريانية، لأنه الذي قسم الأرضين بيد ولد آدم، وبالغ، فهو فالج بن عابر بن شالح بن أرفخشد بن سام بن نوح بن لمك بن متُّوشلخ بن أخنوخ، وهو إدريس النبيّ - صلى الله عليه وسلم - ابن يحيىد - وهو يارد الذي عملت الأصنام في زمانه - ابن مهلائيل بن قينان بن أنوش بن شيث - وهو هبة الله ابن آدم - عليه السلام -. وكان وصيّ أبيه بعد مَقتل هابيل، فقال: هبة الله من هابيل، فاشتقَّ اسمه من اسمه.
وقد مضى من ذكرنا الأخبار عن إسماعيل بن إبراهيم وآبائه وأمّهاته فيما بينه وبين آدم، ومما كان من الأخبار والأحداث في كلّ زمان من ذلك بعض ما انتهى إلينا بوجيز من القول مختَصر في كتابنا هذا، فكرهنا إعادته.
وحُدِّثت عن هشام بن محمد قال: كانت العرب تقول: إنما خدش الخدوش منذ ولد أبونا أنوش؛ وإنما حرم الحنث منذ ولد أبونَا شثُّ، وهو بالسريانية "شيث"(١). (٢: ٢٧٣ - ٢٧٦).