عبد المطّلب عَمّه؛ حتى دخل على خُويلد بن أسد، فخطبها إليه فتزوّجها، فوَلَدتْ له ولده كلّهم إلَّا إبراهيم: زينب، ورقيّة، وأمّ كلثوم، وفاطمة، والقاسم - وبه كان يكنى - صلى الله عليه وسلم - والطّاهر، والطيّب، فأمّا القاسم، والطّاهر، والطّيب؛ فهلكوا في الجاهلية، وأما بيناته فكلّهنّ أدركْن الإسلام، فأسلمنَ، وهاجرْنَ معه - صلى الله عليه وسلم - (١). (٢: ٢٨٠/ ٢٨١).
٨٨١ - حدّثني الحارث، قال: حدَّثنا محمّد بن سعد، قال: حدَّثنا محمّد بن عمر، قال: حدَّثنا معمَر وغيره عن ابن شهاب الزّهريّ - وقد قال ذلك غيرهُ من أهل البلد: إن خديجة إنما كانت استأجرتْ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ورجلًا آخر من قُريش إلى سوق حُبَاشة بتِهامة؛ وكان الذي زَوّجها إياه خُوَيلد، وكانت التي مشتْ في ذلك مولاةٌ مولّدة من مولّدات مكّة.
قال الحارث: قال محمّد بن سعد: قال الواقديّ: فكلّ هذا غلطٌ.
قال الواقديّ: ويقولون أيضًا: إنّ خديجة أرسلتْ إلى النبيّ - صلى الله عليه وسلم - تدعوه إلى نفسها - تَعْني: التزويج - وكانت امرأةً ذاتَ شرف، وكان كلّ قريش حريصًا على نِكاحها - قد بذلوا الأموال لو طمعوا بذلك، فدعتْ أباها فسقته خمرًا حتى ثَمِل، ونحرَتْ بقرة وخَلّقته بخلوق، وألبسته حُلةً حِبْرةً، ثم أرسلتْ إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في عمومته، فدخلوا عليه، فزوّجه، فلمّا صحا قال: ما هذا العَقير؟ وما هذا العبير؟ وما هذا الحبير؟ قالت: زوجتَني محمّد بن عبد الله، قال: ما فعلتُ، أنّى أفعل هذا وقد خطبك أكابرُ قريش، فلم أفعل! .
قال الواقديّ: وهذا غلطٌ، والثَّبَت عندنا المحفوظ من حديث محمّد بن عبد الله بن مسلم عن أبيه، عن محمّد بن جُبَير بن مطِعم، ومن حديث ابن أبي الزّناد، عن هشام بن عُرْوة، عن أبيه، عن عائشة، ومن حديث ابن أبي حبيبة: عن داود بن الحُصَين، عن عكرمة، عن ابن عبّاس: أن عَمَّها عمرو بن أسد زوَّجها رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وأن أباها مات قبل الفِجار.
قال أبو جعفر: وكان منزل خديجة يومئذ المنزل الذي يعرف بها اليوم، فيقال: منزل خديجة، فاشتراه معاوية - فيما ذكر- فجعله مسجدًا يصلّي فيه