للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الهَدْم إلى الأساس، فأفضَوْا إلى حجارة خُضْرٍ كأنّها أسِنَّة آخذٌ بعضها ببعض (١). (٢: ٢٨٨/ ٢٨٩).

٨٨٦ - حدَّثنا ابن حميد، قال: حَدّثنا سلَمة، قال: حدَّثنا محمد بن إسحاق عن بعض مَنْ يروي الحديث: أنّ رجلًا من قريش ممّنْ كان يهدمها، أدخل عَتَلةً بين حجرين منها، ليقلع بها أحَدهما، فلما تحرّك الحجَر تَنَقَّضَتْ مكّة بأسْرِها، فانتهوْا عند ذلك إلى الأساس.

قال: ثم إنّ القبائل جَمَعت الحجارة لبنائها، جعلت كلّ قبيلة تجمع على حِدَتها، ثم بنوْا حتى إذا بلغ البنيان مَوْضِع الرّكن، اختصموا فيه، كلُّ قبيلةٍ تريد أن تَرفعه إلى موضعه دون الأخرى، حتى تحاوزوا، وتحالفوا، وتواعدوا للقتال، فقرَّبت بنُو عبد الدار جَفْنة مملوءة دمًا؛ ثم تعاقدوا هم وبنو عديّ بن كعب على الموت، وأدخلوا أيديَهم في ذلك الدم في الجَفْنة! فسُمُّوا: لَعَقة الدم بذلك، فمكثت قريش أربع ليالٍ -أو خمس ليال- على ذلك.

ثم إنّهم اجتمعوا في المسجد، فتشاوروا، وتناصفوا! فزعم بعضُ الرّواة أنّ أبا أميّة بن المغيرة كان عامئذ أسنّ قريش كلّها، قال: يا معشر قريش! اجعلوا بينكم فيما تختلفون فيه أول مَنْ يدخلُ من باب هذا المسجد، يقضِي بينكم فيه؛ فكان أوّلَ مَنْ دخل عليهم رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم -، فلمَّا رأوْه قالوا: هذا الأمين، قد رَضَينا به؛ هذا محمّد! فلمّا انتهى إليهم وأخبروه الخبر، قال: هُلّم لي ثوبًا، فأتِيَ به. فأخذ الرّكن، فوضعه فيه بيده ثم قال: لتأخذ كلُّ قبيلة بناحيةٍ من الثَّوب، ثمّ ارفعوه جميعًا، ففعلوا حتى إذا بلغوا به موضعه، وضعه بيده، ثم بني عليه؛ وكانت قريش تسمِّي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قبل أن ينزل عليه الوحي الأمين.

قال أبو جعفر: وكان بناءُ قريش الكعبة بعد الفِجَار بخمس عشرة سنة، وكان بين عام الفيل وعام الفِجَار عشرون سنة (٢). (٢: ٢٨٩/ ٢٩٠).

وقال آخرون: بل نُبِّيء حين نُبّئ وهو ابن ثلاث وأربعين سنة.

ذكر من قال ذلك:

٨٨٧ - حدَّثنا أحمد بن ثابت الرازيّ، قال: حَدّثنا أحمد، قال: حَدّثنا


(١) ضعيف.
(٢) ضعيف.

<<  <  ج: ص:  >  >>