ولم يذكر أحد منهما أنه لقي النبي - صلى الله عليه وسلم -. والأرجح ما قاله أبو عبد الله من أنه لم يسمع من النبي - صلى الله عليه وسلم -، وكونه ولد على عهد النبي - صلى الله عليه وسلم - لا يكفي لثبوت سماعه بل حتى لإطلاق اسم الصحابة عليه كما قال الحافظ العلائي في رسالته القيّمة (تحقيق منيف الرتبة لمن ثبت له شريف الصحبة / ص ٤٨). وكذلك من ولد في حياته - صلى الله عليه وسلم - (من أبناء الصحابة) ومات النبي وهو ابن سنة ونحو ذلك لا يطلق على أحدٍ من هؤلاء اسم الصحبة لا بطريق الحقيقة ولا بطريق المجاز. اهـ. ومعلوم أن الرؤية واللقيا به عليه الصلاة والسلام من شروط إطلاق لفظ الصحبة، أضف إلى ذلك كله أن ابن حجر لم يذكره في عدد الصحابة في كتابه الإصابة. والله أعلم. وقال السيوطي في الدر المنثور (٦/ ٣٦٩): وأخرج ابن أبي شيبة وابن جرير وأبو نعيم في الدلائل عن عبد الله بن شداد قال: أتى جبريل محمدًا ... الحديث ثم ذكره كما هو عند الطبري. ولم نجده في دلائل النجوة لأبي نعيم (طبعة دار النفائس) والله أعلم. ولقد صحح الإسناد الطرهوني لهذه الرواية فقال: وهو من مراسيل الصحابة قطعا وهي مقبولة اتفاقًا. قلنا: قوله (قطعًا) فيه نظر فهو من كبار التابعين عند كثير من أئمة الحديث ولم يقطعوا جميعًا بأنه من صغار الصحابة والله أعلم. (١) إسناده ضعيف لضعف شيخ الطبري (محمد بن حميد الرازي) وللانقطاع بين إسماعيل بن =