وشيبة بن ربيعة، وأبو الحكم بن هشام، وأمية بن خلف، وزمعة بن الأسود، وأبو البختريّ بن هشام ونُبَيه ومنبه ابنا الحجاج. قال: فلمّا جعل يعدّد أشراف قريش، قال صَفْوان بن أمية وهو قاعد في الحِجْر: والله إنْ يعقل هذا فَسلُوه عني، قالوا: ما فعل صفوان بن أمية؟ قال: هو ذاك جالسًا في الحِجْر، وقد والله رأيتُ أباه وأخاه حين قتلا (١). (٢: ٤٦١).
١٤٠ - حدَّثنا ابنُ حميد، قال: حدَّثنا سلمة، قال: قال محمد بن إسحاق: حدَّثني حسين بن عبد الله بن عبيد الله بن عباس عن عكْرمة مولى ابن عبَّاس، قال: قال أبو رافع مولى رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: كنت غلامًا للعبّاس بن عبد المطلب، وكان الإسلام قد دخلَنا أهل البيت، وأسلمتْ أمّ الفضل وأسلمتُ، وكان العبَّاس يهاب قومه، ويكره أن يخالفَهم، وكان يكتم إسلامَه، وكان ذا مال كثير متفرّق في قومه، وكان أبو لهب عدوّ الله قد تخلَّف عن بدر، وبعث مكانه العاص بن هشام بن المغيرة وكذلك صنعوا، لم يتخلَّف رجل إلَّا بعثَ مكانه رجلًا، فلمّا جاء الخبر عن مُصاب أصحاب بدر من قريش، كبته الله وأخزاه، ووجدنا في أنفسنا قوّة وعزًّا.
قال: وكنت رجلًا ضعيفًا، وكنت أعمل القِداح، أنحتُها في حُجْرة زمزم، فوالله إني لجالس فيها أنحت القِداح، وعندي أمّ الفضْل جالسة، وقد سرَّنا ما جاءنا من الخبر، إذ أقبلَ الفاسق أبو لهب يجرّ رجلية بشرّ، حتى جلس على طُنُب الحجرة، فكان ظهره إلى ظهري؛ فبينا هو جالس إذ قال الناس: هذا أبو سفيان بن الحارث بن عبد المطَّلب قد قدِم. قال: فقال أبو لهب: هلمَّ إليَّ يا بنَ أخي! فعندك الخبر. قال: فجلس إليه، والناس قيام عليه، فقال: يا بن أخي! أخبِرْني؛ كيف كان أمر الناس؟ قال: لا شيء؛ والله إن كان إلَّا أن لقيناهم، فمنحناهم أكتافنا، يقتُلوننا ويأسرون كيف شاؤوا؛ وأيمُ الله مع ذلك ما لُمْتُ الناس؛ لقينا رجالًا بِيضًا على خيل بُلْقٍ بين السماء والأرض؛ ما تُليق شيئًا، ولا يقوم لها شيء. قال أبو رافع: فرفعت طُنب الحجرة بيدي، ثم قلت: تلك الملائكة. قال: فرفع أبو لهب يدَه فضرب وجهي ضربة شديدة، قال:
(١) إسناده ضعيف إلى ابن إسحاق وذكره ابن إسحاق تعليقًا وكذلك أخرجه ابن هشام عن ابن إسحاق معلقًا. (١/ ٦٠٦).