وقال أبو يعلى: حدثنا أبو هشام الرفاعي، حدثنا إسحاق بن سلمان، عن أبي جعفر الرازي، عن عاصم بن أبي النجود، عن أبي صالح، عن أبي هريرة قال: قال - صلى الله عليه وسلم -: "لما ألقي إبراهيم في النار، قال: اللهم إنك في السماء واحد، وأنا في الأرض واحد أعبدك"! . {قُلْنَا يَانَارُ كُونِي بَرْدًا وَسَلَامًا عَلَى إِبْرَاهِيمَ} قال علي بن أبي طالب: أي لا تضُرُّ به. وقال ابن عباس وأبو العالية: لولا أن الله قال: {وَسَلَامًا عَلَى إِبْرَاهِيمَ} لآذى إبراهيم بردها. فأرادوا أن ينتصروا فخذلوا، وأرادوا أن يرتفعوا فاتضعوا، وأرادوا أن يغلبوا فغلبوا. قال الله تعالى: {وَأَرَادُوا بِهِ كَيدًا فَجَعَلْنَاهُمُ الْأَخْسَرِين}، وفي آية آخري: {الْأَسْفَلِينَ} ففازوا بالخسارة والسفال هذا في الدنيا، وأما في الآخرة فإن نارهم لا تكون عليهم بردًا ولا سلامًا، ولا يلقون فيها تحية ولا سامًا، بل هي كما قال تعالى: {إِنَّهَا سَاءَتْ مُسْتَقَرًّا وَمُقَامًا}. قال البخاري: حدثنا عبيد الله بن موسى، أو ابن سلام عنه، أنبأنا ابن جريج، عن عبد الحميد بن جبير، عن سعيد بن المسيب، عن أم شريك، أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أمر بقتل الوزغ، وقال: "كان ينفخ على إبراهيم". [صحيح البخاري / كتاب الأنبياء / ح ٣٣٥٩]. ورواه مسلم من حديث ابن جريج، وأخرجه النسائي وابن ماجه من حديث سفيان بن عيينة، كلاهما عن عبد الحميد بن جبير بن شيبة عنه [مسلم / ١٤٣/ ٢٢٣٧]. وقال أحمد: حدثنا محمد بن بكر، حدثنا ابن جريج، أخبرني عبد الله بن عبد الرحمن بن أبي أمية، أن نافعًا مولى ابن عمر أخبره أن عائشة أخبرته أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: "اقتلوا الوزغ فإنه كان ينفخ النار على إبراهيم"، قال: فكانت عائشة تقتلهن [مسند أحمد / ح ٢٥٧٠١]. وقال أحمد: حدثنا إسماعيل: حدثنا أيوب عن نافع، أن امرأة دخلت على عائشة فإذا رمح منصوب فقالت: ما هذا الرمح؟ فقالت: نقتل به الأوزاغ؛ ثم حدثت عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "أن إبراهيم لما ألقي في النار جعلت الدواب كلها تطفئ عنه إلا الوزغ، فإنه جعل ينفخها عليه". تفرد به أحمد من هذين الوجهين [أحمد / ح ٢٥٨٨٥]. وقال أحمد: حدثنا عفان، حدثنا جرير، حدثنا نافع، حدثتني سمامة مولاة الفاكه بن المغيرة، قالت: دخلت على عائشة فرأيت في بيتها رمحًا موضوعًا، فقلت: يا أم المؤمنين .. ما تصنعين بهذا الرمح؟ قالت: هذا لهذه الأوزاغ نقتلهن به، فإن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حدثنا: "أن إبراهيم حين ألقي في النار لم يكن في الأرض دابة إلا تطفئ عنه النار، غير الوزغ كان ينفخ عليه، فأمرنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بقتله". ورواه ابن ماجه عن أبي بكر بن =