مؤذِّنُ رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم - بالخروج في طلب العدوّ، قلت لأخي وقال لي: أتفُوتنا غزوة مع رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم - والله ما لنا من دابَّة نركبها، وما منّا إلا جريح ثقيل؛ فخرجنا مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وكنت أيسر جُرحًا منه -فكنت إذا غُلِبَ حملتُه عُقْبة ومشى عُقْبة؛ حتى انتهينا إلى ما انتهى إليه المسلمون، فخرج رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم -، حتى انتهى إلى حَمْراء الأسد؛ وهي من المدينة على ثمانية أميال، فأقام بها ثلاثًا: الإثنين، والثلاثاء، والأربعاء، ثم رجع إلى المدينة (١). (٢: ٥٣٤/ ٥٣٥).
١٩٣ - وقد مرّ به -فيما حدَّثنا ابنُ حُميد، قال: حدَّثنا سلَمة عن ابن إسحاق، عن عبد الله بن أبي بكر بن محمد بن عمرو بن حزم- معبَدٌ الخُزاعيّ، وكانت خُزاعة مسلمهم ومشركهم عَيبَة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بتهامة، صفْقتُهم معه، لا يخفون عليه شيئًا كان بها -ومعبد يومئذ مشرك- فقال: يا محمَّد؛ أما والله لقد عزّ علينا ما أصابك في أصحابك؛ ولوَدِدْنا أن الله كان أعفاك فيهم! ثم خرج من عند رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بحمراء الأسد؛ حتى لقيَ أبا سفيان بن حَرْب ومن معه بالرّوحاء، وقد أجمعوا الرّجعة إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأصحابه، وقالوا: أصبنا حَدَّ أصحابه وقادتهم وأشرافهم؛ ثم رجعنا قبل أن نستأصلهم؛ لَنكرَّن على بقيَّتهم؛ فلنَفْرُغَنَّ منهم. فلمّا رأى أبو سفيان مَعْبَدًا، قال: ما وراءك يا معبد؟ قال: محمّد قد خرج في أصحابه يطلبكم في جمع لم أر مثله قطّ؛ يتحرّقون عليكم تحرّقًا؛ قد اجتمع معه مَنْ كان تخلّف عنه في يومكم، وندموا على ما صنعوا، فيهم من الحَنق عليكم شيء لم أر مثلَه قطّ. قال: ويلك ما تقول! قال: والله ما أراك ترتحل حتى ترى نواصيَ الخيل. قال: فوالله لقد أجمعنا الكرّة عليهم لنستأصل بقيَّتهم، قال: فإني أنهاك عن ذلك، فوالله لقد حملني ما رأيت على أن قلت فيه أبياتًا من شعر، قال: وماذا قلت؟ . قال: قلت: