للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الخمر، فمنعته الدَّبْر. فلما حالت بينهم وبينه، قالوا: دعوه حتى يُمْسِي فتذهب عنه، فنأخذه، فبعث الله الوادي، فاحتمل عاصمًا فذهب به، وكان عاصم قد أعطَى الله عهدًا أَلَّا يمسه مشركٌ أبدًا ولا يمسَّ مشركًا أبدًا، تنجُّسًا منه. فكان عمر بن الخطاب يقول حين بلغه أن الدُّبْرَ منعته: عجبًا، لحفظ الله العبد المؤمن! كان عاصم نذر ألَّا يمسَّه مشرك، ولا يمس مشركًا أبدًا في حياته، فمنعه الله بعد وفاته كما امتنع منه في حياته (١). (٢: ٥٣٨/ ٥٣٩).

١٩٦ - حدَّثنا أبو كُريب، قال: حدَّثنا جعفر بن عون عن إبراهيم بن إسماعيل، قال: وأخبرَني جعفر بن عمرو بن أميّة، عن أبيه، عن جدّه: أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم - بعثه وحدَه عَينًا إلى قريش، قال: فجئت إلى خشبة حبَيبٍ وأنا أتخوَّف العيون، فرَقِيتُ فيها، فَحللْت خُبَيبًا، فوقع إلى الأرض، فانتبذت غير بعيد، ثم التفتُّ فلم أر لخُبيب رِمَّة؛ فكأنما الأرض ابتلعته؛ فلم تذكر لخبيب رِمَّة حتى الساعة (٢) (٢: ٥٤١/ ٥٤٢)

قال أبو جعفر: وأما زيد بن الدَّثِنَّة؛ فإنَّ صفوان بن أميّة بعث به -فيما حدَّثنا ابنُ حميد، قال: حدَّثنا سلَمة، عن ابن إسحاق- مع مولى له يقال له: نِسْطاس إلى التَّنْعيم، وأخرجه من الحرم ليقتُلَه، واجتمع إليه رَهْطٌ من قريش؛ فيهم أبو سفيان بن حرب، فقال له أبو سفيان حين قُدّم ليُقتل: أنشدُك الله يا زيد، أتحبّ أنّ محمدًا عندنا الآن مكانك نضرب عنقه، وأنَّك في أهلك! قال: والله ما أحبّ أنّ محمّدًا الآن في مكانه الذي هو فيه تصيبه شوكةٌ تُؤذيه وأنا جالس في أهلي. قال: يقول أبو سفيان: ما رأيتُ في النَّاس أحدًا يحبّ أحدًا كحبّ أصحاب محمَّد محمَّدًا. ثم قتله نِسطاس (٣).


(١) إسناده مرسل ضعيف، وغزوة الرجيع (ذكرها الطبري برواية صحيحة كما سيأتي بعد قليل) وهذه الرواية تخالف الصحيح فهي تذكر أنهم كانوا نفرًا ستة أميرهم أبو مرثد بينما تذكر الرواية الصحيحة أنهم كانوا عشرة وأميرهم عاصم بن ثابت.
(٢) إسناده ضعيف.
(٣) هذا إسناد ضعيف ولقد أخرجه ابن هشام في السيرة عن محمد بن إسحاق عن عاصم بن عمر وهو إسناد مرسل (سيرة ابن هشام ٣/ ١٦٠).

<<  <  ج: ص:  >  >>