للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

٢٢٦ - حدَّثنا ابن حُميد، قال: حدَّثنا سَلَمة بن الفضل، قال: حدَّثنا محمد بن إسحاق، عن يزيد بن عبد الله بن قُسَيط، أن توبة أبي لُبابة أنزِلَتْ على رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: وهو في بيت أمّ سلَمة. قالت أمّ سلمة: فسمعتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم - من السَّحَر يضحك فقلت: مِمَّ تضحك يا رسول الله، أضحك الله سِنَّك! قال: تِيبَ على أبي لُبابة، فقلت: ألا أبشّره بذلك يا رسول الله! قال: بلَى إن شئتِ؛ قال: فقامت على باب حجرتها -وذلك قبل أن يُضرب عليهنَّ الحجاب- فقالت: يا أبا لُبابة، أبشِرْ فقد تاب الله عليك. قال: فثارَ الناس إليه ليُطلقوه؛ فقال: لا والله حتى يكون رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - هو الذي يُطْلِقني بيده، فلما مَرَّ عليه خارجًا إلى الصَّبح أطْلَقَه.


= فإذا دحية الكلبي فقال: هذا جبرائيل يأمرني أن أذهب إلى بني قريظة فقال: قد وضعتم السلاح لكن لم نضع قد طلبنا المشركين حتى بلغنا حمراء الأسد، وذلك حين رجع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من الخندق فقام النبي - صلى الله عليه وسلم - فزعًا فقال لأصحابه: عزمت عليكم ألا تصلوا صلاة العصر حتى تأتوا بني قريظة، فغربت الشمس قبل أن يأتوا قريظة فقالت طائفة من المسلمين: إن النبي - صلى الله عليه وسلم - لم يرد أن تدعوا الصلاة فصلوا، وقالت طائفة: إنا لفي
عزيمة النبي - صلى الله عليه وسلم - وما علينا من إثم، فصلت طائفة إيمانًا واحتسابًا وتركت طائفة إيمانًا واحتسابًا ولم يعب النبي - صلى الله عليه وسلم - أحدًا من الفريقين وخرج النبي - صلى الله عليه وسلم - فمر بمجالس بينه وبين قريظة فقال: هل مر بكم من أحد؟ قالوا: مر علينا دحية الكلبي على بغلة شهباء تحته ديباج. قال: ليس ذلك بدحية ولكنه جبرئيل أرسل إلى بني قريظة ليزلزلهم وبقذف في قلوبهم الرعب فحاصرهم النبي - صلى الله عليه وسلم - وأمر أصحابه أن يستتروا بالجحف حتى يسمعهم كلامه فناداهم: يا إخوة القردة والخنازير. قالوا: يا أبا القاسم لم تك فحاشًا! فحاصرهم حتى نزلوا على حكم سعد بن معاذ وكانوا حلفاءه فحكم فيهم أن تقتل مقاتلتهم وتسبى ذراريهم ونساؤهم.
ثم قال الحاكم: هذا حديث على شرط الشيخين فإنهما احتجا بعبد الله بن عمر العمري في الشواهد ولم يخرجاه ووافقه الذهبي (المستدرك مع التلخيص ٣/ ٣٥).
قلنا: أما عبد الله بن عمر العمري فهو ضعيف وحديثه حسن إذا كان له متابع، ولم يتابعه في ذلك ثقة.
وقال الحافظ ابن كثير: ولهذا الحديث طرق جيدة عن عائشة وغيرها. (البداية والنهاية / ٤/ ١١٨).
وقال المحدث الألباني في تحقيقه للسيرة النبوية (الغزالي / ٣١٨): ضعيف أخرجه ابن إسحاق عن الزهري مرسلًا وعنه ابن هشام (٢/ ١٩٤) ورواه الحاكم (٣/ ٣٤) من حديث ابن عمر وإسناده ضعيف. اهـ.

<<  <  ج: ص:  >  >>