عزيمة النبي - صلى الله عليه وسلم - وما علينا من إثم، فصلت طائفة إيمانًا واحتسابًا وتركت طائفة إيمانًا واحتسابًا ولم يعب النبي - صلى الله عليه وسلم - أحدًا من الفريقين وخرج النبي - صلى الله عليه وسلم - فمر بمجالس بينه وبين قريظة فقال: هل مر بكم من أحد؟ قالوا: مر علينا دحية الكلبي على بغلة شهباء تحته ديباج. قال: ليس ذلك بدحية ولكنه جبرئيل أرسل إلى بني قريظة ليزلزلهم وبقذف في قلوبهم الرعب فحاصرهم النبي - صلى الله عليه وسلم - وأمر أصحابه أن يستتروا بالجحف حتى يسمعهم كلامه فناداهم: يا إخوة القردة والخنازير. قالوا: يا أبا القاسم لم تك فحاشًا! فحاصرهم حتى نزلوا على حكم سعد بن معاذ وكانوا حلفاءه فحكم فيهم أن تقتل مقاتلتهم وتسبى ذراريهم ونساؤهم. ثم قال الحاكم: هذا حديث على شرط الشيخين فإنهما احتجا بعبد الله بن عمر العمري في الشواهد ولم يخرجاه ووافقه الذهبي (المستدرك مع التلخيص ٣/ ٣٥). قلنا: أما عبد الله بن عمر العمري فهو ضعيف وحديثه حسن إذا كان له متابع، ولم يتابعه في ذلك ثقة. وقال الحافظ ابن كثير: ولهذا الحديث طرق جيدة عن عائشة وغيرها. (البداية والنهاية / ٤/ ١١٨). وقال المحدث الألباني في تحقيقه للسيرة النبوية (الغزالي / ٣١٨): ضعيف أخرجه ابن إسحاق عن الزهري مرسلًا وعنه ابن هشام (٢/ ١٩٤) ورواه الحاكم (٣/ ٣٤) من حديث ابن عمر وإسناده ضعيف. اهـ.