للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

النَّاس أنَّه إنَّما جاء زائرًا لهذا البيت، مُعظِّمًا له (١). (٢: ٦٢٠).

٢٤٧ - قال الزهريّ: فخرجَ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم -، حتَّى إذا كان بعُسْفان لقيَه بشْر بن سُفيان الكعبيّ، فقال له: يا رسولَ الله، هذه قريش قد سمعوا بمسِيرك، فخرجوا معهم العُوذ المَطَافِيلُ، وقد لبسوا جُلود النمور، وقد نزلوا بذي طوى، يحلفون بالله لا تدخلُها عليهم أبدًا؛ وهذا خالد بن الوليد في خَيلهم، قد قدموها إلى كُرَاع الغَمِيم (٢). (٢: ٦٢١/ ٦٢٢).

قال أبو جعفر: وقد كان بعضُهم يقول: إن خالدَ بن الوليد كانَ يومئذ مع رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم - مسلمًا.

ذكر من قال ذلك:

٢٤٨ - حدَّثنا ابنُ حميد، قال: حدَّثنا يعقوب القُمّيّ عن جعفر -يعني: ابن أبي المغيرة- عن ابن أبْزَى، قال: لمَّا خرج النبيّ - صلى الله عليه وسلم - بالهَدي، وانتهى إلى ذي الحُلَيفةَ، قال له عمر: يا رسول الله، تدخل على قوم هم لك حربٌ بغير سِلاحِ ولا كُراع! قال: فبعثَ النبيّ - صلى الله عليه وسلم - إلى المدينة، فلم يَدَعْ فيها كُراعًا ولا سلاحًا إلَّا حَمَلَه، فلمَّا دنا من مكَّة منعوه أن يدخلَ، فسار حتى أتى مِنىً، فنزل بمنىً، فأتاه عينُه أن عِكْرمة بن أبي جهل قد خرج عليك في خمسمئة، فقال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - لخالد بن الوليد: يا خالد، هذا ابنُ عَمّك، قد أتاك في الخيل، فقال خالد: أنا سيف الله وسيف رسوله -فيومئذ سُمِّي سيفَ الله-: يا رسولَ الله ارْمِ بي حيث شئت. فبعثه على خيل، فلقيَ عِكْرمة في الشِّعب، فهزمه حتى أدخله حِيطَان مكَّة، ثم عاد في الثانية، فهزمه حتى أدخله حيطان مكَّة، ثم عاد في الثَّالثة فهزمه حتى أدخله حيطان مكة، فأنزل الله تعالى فيه: {وَهُوَ الَّذِي كَفَّ أَيدِيَهُمْ عَنْكُمْ وَأَيدِيَكُمْ عَنْهُمْ بِبَطْنِ مَكَّةَ مِنْ بَعْدِ أَنْ أَظْفَرَكُمْ عَلَيهِمْ} إلى قوله: {عَذَابًا أَلِيمًا} قال: وكفَّ الله النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - عنهم بعد أن أظفره عليهم لبقايا من المسلمين كانوا بقُوا فيها من بعد أن أظفرَه عليهم كراهيَة أن تطأهم الخيل بغير علم (٣). (٢: ٦٢٢/ ٦٢٣).


(١) ذكره ابن إسحاق بلاغًا.
(٢) وكذلك ذكره ابن هشام عن الزهري بلاغًا.
(٣) إسناده ضعيف.

<<  <  ج: ص:  >  >>