للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فعقرها، ثم قاتل القوم حمى قُتِل؛ فكان جعفرٌ أوّلَ رجل من المسلمين عَقَر في الإسلام فرسه (١). (٣: ٣٨/ ٣٩).

٢٩٩ - قال: وقد كان قُطْبَة بن قتادة العذريّ الذي كان على ميمنة المسلمين حمل على مالك بن رافلة قائد المستعربة فقتله. قال: وقد قالت كاهنة من حَدَس حين سمعت بجيش رسول الله - صلى الله عليه وسلم - مقبلًا قد قالت لقومها من حَدَس -وقومها بطن يقال لهم: بنو غَنْم-: أنْذِرُكم قومًا خُزْرًا، ينظرون شَزْرًا، ويقودون الخيل بُترًا، ويُهريقون دمًا عَكْرًا. فأخذوا بقولها؛ فاعتزلوا من بين لَخْم؛ فلم يزالوا بعدُ أثْرَى حَدَس. وكان الذين صَلَوُا الحرب يومئذ بنو ثعلبة؛ بطن من حَدَس؛ فلم يزالوا قليلًا بعد؛ ولما انصرف خالد بن الوليد بالناس أقبل بهم قافلًا (٢). (٣: ٤١/ ٤٢).

٣٠٠ - حدَّثنا ابن حميد، قال: حدَّثنا سلَمة، قال: حدَّثني محمد بن إسحاق عن محمد بن جعفر بن الزبير، عن عروة بن الزبير، قال: لما دَنوْا من دخول المدينة، تلقاهم رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - والمسلمون، ولقيهم الصبيان يشتدّون، ورسول الله مقبل مع القوم على دابّه، فقال: خذوا الصبيان فاحملوهم وأعطوني ابنَ جعفر؛ فأتِيَ بعبد الله بن جعفر فأخذه، فحمله بين يديه، قال: وجعل الناس يحثُون على الجيش التراب، ويقولون: يا فُرَّار! فررتم في سبيل الله، فيقول رسول الله: ليسوا بالفُرَّار؛ ولكنهم الكُرَّار؛ إن شاء الله! (٣). (٣: ٤٢).


(١) إسناده ضعيف.
(٢) ضعيف.
(٣) هذا إسناد مرسل ضعيف وقد أخرجه ابن هشام من طريق ابن إسحاق هذا وسنده مرسل، وقال الحافظ ابن كثير معقبًا على هذه الرواية:
وهذا مرسل من هذا الوجه وفيه غرابة وعندي أن ابن إسحاق قد وهم في هذا السياق، فظن أن هذا لجمهور الجيش، وإنما كان للذين فروا حين التقى الجمعان وأمّا بقيتهم فلم يفرّوا بل نصروا كما أخبر بذلك رسول الله - صلى الله عليه وسلم - للمسلمين وهو على المنبر في قوله: (ثم أخذ الراية سيف من سيوف الله ففتح الله على يديه) فما كان المسلمون ليسمونهم فرارًا بعد ذلك وإنما تلقوهم إكرامًا وإعظامًا. وإنما كان التأديب وحثي التراب للذين فرّوا وتركوهم هنالك وقد كان فيهم عبد الله بن عمر - رضي الله عنهما -.
ثم أخرج الحافظ روايتين للإمام أحمد ولفظ الثانية (عن ابن عمر): كنا في سرية فغرنا =

<<  <  ج: ص:  >  >>