للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فهل من شيء هو أكبر من الله! فأسلمتُ فرأيتُ وجهَه استبشر (١). (٣: ١١٢).

٣٧٠ - حدَّثنا ابنُ حميد، قال: حدَّثنا سلَمة، عن محمد بن إسحاق، عن شيبان بن سعد الطائيّ، قال: كان عديّ بن حاتم طيّئ يقول فيما بلغني ما رجل من العرب كان أشدّ كراهيةً لرسول الله حين سمع به منّي؛ أمّا أنا فكنتُ امرًا شريفًا، وكنتُ نصرانيًّا أسيرُ في قومي بالمرْباع، فكنت في نفسي على دين، وكنت ملكًا في قومي، لما كان يُصنع بي، فلمَّا سمعتُ برسول الله كرهْتُه، فقلت لغلام كان لي عربيّ وكان راعيًا لإبلي: لا أبالك! أعدِدْ لي من إبلي أجمالًا ذلُلًا سِمانًا مَسَانَّ، فاحبسها قريبًا منّي؛ فإذا سمعتَ بجيش لمحمد قد وطئ هذه البلاد فآذنّي، ففعل. ثم إنه أتاني ذات غداة، فقال: يا عديّ! ما كنت صانعًا إذا غَشِيَتْك خيل محمد فاصنعه الآن، فإني قد رأيتُ رايات، فسألت عنها، فقالوا: هذه جيوشُ محمد، قال: فقلت: قَرِّبْ لي جمالي، فقرّبها، فاحتملتَ بأهلي وولدي، ثم قلت: ألحقُ بأهلِ ديني من النَّصارى بالشأم، فسلكت الحوشيّة وخلّفت ابنةَ حاتم في الحاضر، فلما قدمتُ الشأم أقمت بها، وتُخالفني خيلٌ لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - فتصيبُ ابنةَ حاتم فيمن أصيب. فقُدِم بها على رسول الله في سبايا طيّئ، وقد بلغ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم - هَرَبي إلى الشأم. قال: فجُعلت ابنة حاتم في حظيرة بباب المسجد كانت السبايا يُحْبَسن بها، فمرّ بها رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - فقامت إليه -وكانت امرأةً جَزْلَةً- فقالت: يا رسول الله؛ هلك الوالد، وغاب الوافد، فامننْ عليّ مَنَّ الله عليك! قال: ومَنْ وافدك؟ قالت: عديُّ بن حاتم، قال: الفارُّ من الله ورسوله! قالت: ثم مضى رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - وتركني؛ حتى إذا كان الغد مرّ بي وقد أيسْتُ، فأشار إليَّ رجل من خَلْفه: أن قومي إليه فكلّميه، قالت: فقمتُ إليه، فقلت: يا رسولَ الله، هلك الوالد، وغاب الوافد، فامننْ عليَّ مَنَ الله عليك! قال: قد فعلتُ فلا تعجلي بخروجٍ حتى تجدِي من قومك مَنْ يكون لك ثقة حتى يبلّغك إلى بلادك ثم آذنِيني. قالت: فسألت عن الرجل الذي أشار إليّ أن كلّميه فقيل: عليَّ بن أبي طالب. قالت: وأقمت حتى قدم ركبٌ من بَلِيّ -أو من


(١) في إسناده عباد بن حبيش لم يرو عنه سوى سماك ولم يوثقه غير ابن حبان وقال الذهبي في الميزان: شيخ لسماك لا يعرف عن عدي بن حاتم. اهـ.
وسنتحدث عن هذه الرواية بعد الرواية التالية.

<<  <  ج: ص:  >  >>