فقال عمر كلمة. فضحك رسول الله، ثمّ قال: عمر معي وأنا مع عمر، والحقّ بعدي مع عمر حيث كان (١). (٣: ١٨٩/ ١٩٠).
٤٤٣ - حدَّثني محمد بن عمر بن الصَّباح الهمْدانيّ، قال: حدَّثنا يحيى بن عبد الرحمن، قال: حدَّثنا مسلم بن جعفر البَجَليّ، قال: سمعتُ عبد الملك بن الأصبهانيّ عن خَلَّاد الأسديّ، قال: قال عبد الله بن مسعود: نعى إلينا نبيُّنا وحبيبُنا نفسَه قبل موته بشهر؛ فلمَّا دنا الفراق جَمَعَنا في بيت أمنا عائشة، فنظر إلينا وشدّد، فدمعتْ عينُه، وقال: مرحبًا بكم! رحمكم الله! آواكم الله! حفظكم الله! رفعكم الله! نفعكم الله! وفّقكم الله! نصركم الله! سلَّمكم الله! رحمكم الله! قبلكم الله! أوصيكم بتقوى الله، وأوصي الله بكم، وأستخلِفه عليكم، وأؤديكم إليه؛ إني لكم نذير وبشير، لا تعْلوا على الله في عباده وبلاده؛ فإنه قال لي ولكم:{تِلْكَ الدَّارُ الْآخِرَةُ نَجْعَلُهَا لِلَّذِينَ لَا يُرِيدُونَ عُلُوًّا فِي الْأَرْضِ وَلَا فَسَادًا وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ}. وقال:{أَلَيسَ فِي جَهَنَّمَ مَثْوًى لِلْمُتَكَبِّرِينَ}. فقلنا: متى أجلك؟ قال: قد دنا الفراق، والمنقلبُ إلى الله، وإلى سِدْرَة المنْتَهَى. قلنا: فمن يغسلك يا نبي الله؟ ! قال: أهلِي الأدْنى فالأدنى، قلنا: ففِيم نكفَنُك يا نبيّ الله؟ ! قال: في ثيابي هذه إن شئتم؛ أو في بياض مصر، أو حلّة يمانيّة، قلنا: فمن يصلّي عليك يا نبيّ الله؟ ! قال: مهلًا غفر الله لكم، وجزاكم عن نبيّكم خيرًا! فبكينا وبكَى النبي - صلى الله عليه وسلم -، وقال: إذا غسلتموني وكفّنتموني فضعوني على سريري في بيتي هذا، على شفير قبري، ثم اخرجوا عنّي ساعة، فإنّ أوّل منْ يصلّي عليّ جليسي وخليلي جبريل، ثم ميكائيل، ثم إسرافيلِ، ثم ملَك الموت مع جنودٍ كثيرة من الملائكة بأجمعها، ثم ادخلوا عليّ فَوْجًا فوْجًا، فصلوا عليّ وسلموا تسليمًا، ولا تؤذوني بتزكية ولا برنّة ولا صيحة، وليبدأ بالصّلاة عليّ رجالُ أهل بيتي، ثم نساؤهم، ثم أنتم بعد، أقرئوا أنفسكم منّي السلام؛ فإنّي أشهدكم أنّي قد سلّمت علَى مَنْ بايعني على ديني من اليوم إلى يوم القيامة. قلنا: فمن يُدْخِلك في
(١) شيخ الطبري هنا حميد الخزار ضعفه غير واحد. وقال ابن عدي: يسرف الحديث ويرفع الموقوف (الميزان ٧/ ٢٣٢٧) وأخرجه الحافظ ابن كثير بطوله وقال: في إسناده ومتنه غرابة شديدة (البداية والنهاية ٤/ ١٩٧).