للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

عمر إلى الناس فقالوا له: ما صنعت؟ فقال: امضوا، ثكلَتْكم أمَّهاتكم! ما لقيتُ في سببكم من خليفة رسول الله! ثم خرج أبو بكر حتى أتاهم، فأشخصهم وشيَّعهم وهو ماش وأسامة راكبٌ، وعبد الرحمن بن عوف يقودُ دابة أبي بكر، فقال له أسامة: يا خليفةَ رسول الله! والله لتركبنّ أو لأنزلنّ! فقال: والله لا تنزل! ووالله لا أركب! وما عليّ أن أغبّرَ قدمَيّ في سبيل الله ساعةً؛ فإن للغازي بكلّ خطوة يخطوها سبعمئة حسنة تكتب له، وسبعمئة درجة ترتفع له، وترفع عنه سبعمئة خطيئة! حتى إذا انتهى قال: إن رأيتَ أن تعينَنِي بعمر فافعل! فأذن له، ثم قال: يا أيها الناس! قفُوا أوصِكُمْ بعشر فاحفظوها عنِّي: لا تَخُونُوا، ولا تَغلّوا، ولا تَغْدِروا، ولا تمثلوا، ولا تقتلوا طفلًا صغيرًا، ولا شيخًا كبيرًا، ولا امرأة، ولا تعقِرُوا نخلًا، ولا تحرقوه، ولا تقطعوا شجرةً مثمرة، ولا تذبحوا شاةً، ولا بقرة، ولا بعيرًا إلا لمأكلة؛ وسوف تمرُّون بأقوام قد فرّغوا أنفسَهم في الصوامع؛ فدَعُوهم وما فرّغوا أنفسهم له، وسوف تقدَمون على قوم يأتونكم بآنية فيها ألوانُ الطعام؛ فإذا أكلتم منها شيئًا بعد شيء فاذكروا اسمَ الله عليها. وتلقوْن أقوامًا قد فحصوا أوساط رؤوسهم وتركوا حولها مثل العصائب؛ فاخفقوهم بالسيف خَفْقًا. اندفعوا باسم الله، أفناكم الله بالطعن والطاعون (١). (٣: ٢٢٥/ ٢٢٦ / ٢٢٧).

١٦ - حدّثني السريّ، قال: حدَّثنا شعيب، قال: حدثنا سيف - وأخبرنا عبيد الله، قال: أخبرني عمّي، قال: حدثنا سيف عن هشام بن عروة، عن أبيه، قال: خرج أبو بكر إلى الجُرْف، فاستَقْرى أسَامة وبعْثه، وسأله عمرَ فأذن له، وقال له: اصنع ما أمرَك به نبيُّ الله - صلى الله عليه وسلم -، ابدأ ببلاد قُضاعة ثم إيتِ آبِلَ، ولا تقصّرنّ في شيء من أمر رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، ولا تعجلنّ لما خلّفتَ عن عهده. فمضى أسامة مُغِذًّا على ذي المَرْوَة والوادي، وانتهى إلى ما أمره به النبيّ - صلى الله عليه وسلم - من بَثّ الخيول في قبائل قُضاعة والغارة على آبِل، فسلِم وغنِم، وكان فراغه في أربعين يومًا سوى مقامه ومنقلبه راجعا (٢). (٣: ٢٢٧).

١٧ - فحدّثني السريّ بن يحيى، قال: حدَّثنا شُعيب عن سيف - وحدّثنا


(١) إسناده ضعيف.
(٢) إسناده ضعيف.

<<  <  ج: ص:  >  >>