للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وجاء ذلك الإبّان، دعا زياد الناس إلى ذلك، فحضروه، فقالت بنو وَليعة: أبلغونا كما وعدتم رسول الله - صلى الله عليه وسلم -؛ فقالوا: إنّ لكم ظهرًا، فهلمّوا فاحتملوا، ولاحَوْهم؛ حتى لاحوْا زيادًا؛ وقالوا له: أنت معهم علينا. فأبى الحضرميُّون، ولجّ الكنديُّون، فرجعوا إلى دارهم، وقدّموا رِجْلًا، وأخّروا أخرى، وأمسك عنهم زياد انتظارًا للمُهاجر؛ فلمّا قدم المهاجر صنعاء؛ كتب إلى أبي بكر بكلّ الذي صنَع، وأقام حتى قدم عليه جواب كتابه من قِبَل أبي بكر؛ فكتب إليه أبو بكر وإلى عكرمة أن يسيرا حتى يقدَما حضرموت، وأقِرّ زيادًا على عَمله، وائْذَنْ لمن معك من بين مكَّة واليمن في القَفْل؛ إلا أن يؤثر قوم الجهاد، وأمِدّه بعُبَيْدَة بن سعد. ففعل؟ فسار المُهاجر من صَنْعاء يريد حضرموت، وسار عِكْرمة من أبْيَن يريد حضْرموت، فالتقيا بمأرب؛ ثم فَوّزا من صهيد؛ حتى اقتحما حَضْرموت، فنزل أحدُهما على الأشعث، والآخر على وائل (١). (٣: ٣٣١).

١٠٠ - كتب إليّ السريّ عن شُعيب، عن سيف، عن سهل بن يوسف، عن أبيه، عن كَثير بن الصّلْت؛ قال: وكان زياد بن لبيد حين رجع الكِنْديّون ولجُّوا ولجّ الحضرميون ولي صدقات بني عمرو بن معاوية بنفسه، فقدِم عليهم وهم بالرّياض، فصدّق أوَّل مَن انتهى إليه منهم؛ وهو غلام، يقال له: شيْطان بن حُجْر؛ فأعجبته بَكرة من الصّدقة، فدعا بنارٍ فوضع عليها الميسَم، وإذا النّاقة لأخي الشيطان العَدّاء بن حُجْر، وليست عليه صدقة، وكان أخوه قد أوهم حين أخرجها وظنّها غيرها؛ فقال العدّاء: هذه شَذْرة باسمها؛ فقال الشيطان: صدق أخي؛ فإني لم أعْطِكموها إلّا وأنَا أراها غيرها؛ فأطلق شذرة وخذ غيرها، فإنَّها غير متروكة. فرأى زياد: أن ذلك منه اعتلال، واتَّهمه بالكفر، ومباعدة الإسلام، وتَحَرِّي الشرّ. فحمِيَ وحَمِيَ الرجلان، فقال زياد: لا ولا تَنْعَم؛ ولا هي لك؛ لقد وقع عليها ميسَم الصدقة وصارت في حقّ الله، ولا سبيل إلى ردّها، فلا تكوننّ شذرة عليكم كالبَسُوس؛ فنادى العدّاء: يا آل عمرو! بالرياض أضامُ وأضطهد؟ ! إن الذليل مَنْ أكل في داره! ونادى: يا أبا السُّمَيْط! فأقبل أبو السّميط حارثة بن سُراقة بن معد يكرب؛ فقصد لزياد بن لَبيد وهو واقف،


(١) إسناده ضعيف.

<<  <  ج: ص:  >  >>