للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

متعسّفًا متحمّسا، فقطع طريق الفراض ماءَ العَنبريّ، ئم مِثْقَبًا، ثم انتهى إلى ذات عِرْق، فشرّق منها، فأسلمه إلى عَرَفات من الفِراض، وسُمِّيَ ذلك الطريق الصُّدّ؛ ووافاه كتاب من أبي بكر منصرفه من حَجّه بالحيرة يأمره بالشأم؛ يقاربه ويباعده.

قال أبو جعفر: قالوا: فوافى خالدًا كتابُ أبي بكر بالحيرة، منصرفَه من حجّه: أن سِرْ حتَّى تأتيَ جموعَ المسلمين باليَرموك، فإنهم قد شجُوا وأشجوْا؛ وإيَّاك أن تعودَ لمثل ما فعلت؛ فإنَّه لم يُشْج الجموعَ من الناس بعون الله شجاك، ولم ينزع الشجَى من الناس نَزْعَك؛ فليهنئَك أبا سليمان النِّيّة والحُظْوة؛ فأتْمِمْ يتمم الله لك، ولا يدخلنَّك عُجْب فتخسر وتخْذَل، وإيَّاك أن تُدِلّ بعمل، فإنّ الله له المن، وهو وليّ الجزاء (١). (٣: ٣٨٣/ ٣٨٤).

١٦٦ - كتب إليّ السريّ عن شُعيب، عن سيف؛ عن عبد الملك بن عطاء بن البَكائي، عن المقطَّع بن الهيثم البكائي، عن أبيه، قال: كان أهل الأيَّام من أهلِ الكوفة يُوعدون معاوية عند بعض الَّذي يبلغهم، ويقولون: ما شاء معاوية! نحن أصحاب ذات السلاسل. ويُسمُّون ما بينها وبين الفَراض ما يذكرون ما كان بعدُ احتقارًا لما كان بعد فيما كان قبل (٢). (٣: ٣٨٥).

١٦٧ - وقال بعضهم: حجّ بالناس سنة اثنتي عشرة عمر بن الخطاب. ذكر من قال ذلك:

حدّثنا ابنُ حُميد، قال: حدّئنا سلَمة، عن ابن إسحاق، قال: بعضُ النَّاس يقول: لم يحجّ أبو بكر في خلافته، وإنه بعَث سنة اثنتي عشرة على الموسِم عمرَ بن الخطاب، أو عبد الرحمن بن عوف (٣). (٣: ٣٨٦).

١٦٨ - وحدّثني عُمر بن شبَّة، عن عليّ بن محمد بالإسناد الذي ذكرت قبلُ،


(١) ذكره الطبري بلا إسناد ولم نجد رواية صحيحة في هذه المسألة والله أعلم.
(٢) إسناده ضعيف.
(٣) إسناده إلى ابن إسحاق ضعيف، وقد ذكره ابن إسحاق معضلًا.
وكذلك أخرج خليفة بن خياط في ذكر أحداث سنة (١٢ هـ) عن ابن إسحاق معضلًا: وأقام للناس الحج عبد الرحمن بن عوف (تأريخ خليفة/ ١٢٠).

<<  <  ج: ص:  >  >>