للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بمثله، وقالوا جميعًا: ونفّل من الأخماس ولم يجْهَدْها في أهل البلاء. وقالوا جميعًا: قسم سعد دور المدائن بين الناس، وأوطنوها، والذي وليَ القبض عمرو بن عمرو المُزَنيّ، والذي وليَ القسم سلْمان بن ربيعة، وكان فَتْح المدائن في صفر سنة ستّ عشرة. قالوا: ولما دخل سعد المدائن، أتمّ الصلاة، وصام، وأمر الناس بإيوان كسرى فجعل مسجدًا للأعياد، ونصب فيه مِنْبَرًا، فكان يصلَّى فيه -وفيه التماثيل- ويُجَمّع فيه، فلما كان الفِطْر؛ قيل: ابرزوا، فإنّ السنّة في العيدين البَراز. فقال سعد: صلّوا فيه؛ قال: فصلِّيَ فيه، وقال: سواء في عُقْر القرية أو في بطنها (١). (٤: ٢٠/ ٢١).

٤٤١ - كتب إليّ السريّ عن شعيب، عن سيف، عن محمد، وطلحة، وزياد، والمهلب، وشاركهم عمرو، وسعيد: وجمع سعد الخُمْس، وأدخل فيه كلّ شيء أراد أن يعجب منه عمر؛ من ثياب كسرى، وحُليّه، وسيفه، ونحو ذلك، وما كان يُعجِب العربَ أن يقع إليهم، ونفّل من الأخماس، وفضل بعد القَسْم بين الناس وإخراج الخمس القِطْف، فلم تعتدل قسمتُه، فقال للمسلمين: هل لكم في أن تطيب أنفسنا عن أربعة أخماسه، فنبعثَ به إلى عمر فيضعه حيث يرى، فإنا لا نراه يتفق قسمه؛ وهو بيننا قليل؛ وهو يقع من أهل المدينة موقعًا! فقالوا: نعم هااللهِ إذًا؛ فبعث به على ذلك الوجه، وكان القِطْف ستين ذراعًا في ستين ذراعًا، بساطًا واحدًا مقدار جريب؛ فيه طُرق كالصّور وفصوص كالأنهار؛ وخلال ذلك كالدّير، وفي حافاته كالأرض المزروعة، والأرض المبقلة بالنبات في الربيع من الحرير على قضبان الذهب ونوّاره بالذهب والفضة وأشباه ذلك. فلما قدم على عمر نفّل من الخمس أناسًا، وقال: إنّ الأخماس ينفَل منها مَن شهد ومن غاب من أهل البلاء فيما بين الخُمسين؛ ولا أرى القوم جهدوا الخُمس بالنفل؛ ثم قسم الخمس في مواضعه، ثمّ قال: أشيروا عليّ في هذا القِطْف! فأجمع ملؤهم على أن قالوا: قد جعلوا ذلك لك، فَرَ رأيَك، إلّا ما كان من عليّ فإنه قال: يا أمير المؤمنين! الأمر كما قالوا، ولم يبق إلا التّرويَة؛ إنك إن تقبله على هذا اليوم لم تعدم في غد مَن يستحقّ به ما ليس له، قال: صدقتني


(١) إسناده ضعيف.

<<  <  ج: ص:  >  >>