للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فقال: {وَإِلَّا تَصْرِفْ عَنِّي كَيدَهُنَّ أَصْبُ إِلَيهِنَّ وَأَكُنْ مِنَ الْجَاهِلِينَ}. فأخبر الله عَزَّ وَجَلَّ أنه استجاب له دعاءه، فصرَف عنه كيدهنّ ونجاه من ركوب الفاحشة، ثم بدا للعزيز من بَعْد ما رأى من الآيات ما رأى من قَدَّ القميص من الدُّبر، وخمش في الوجه، وقطع النسوة أيديهنَّ وعلمه ببرإءة يوسف مما قُرف به في ترك يوسف مطلقًا (١). (١: ٣٤١).

فقيل: كان إحسانه ما حدثنا به إسحاق بن أبي إسرائيل، قال: حدثنا خلف بن خليفة، عن سلمة بن نبيط، عن الضحاك قال: سأل رجل الضحاك عن قوله: {إِنَّا نَرَاكَ مِنَ الْمُحْسِنِينَ}: ما كان إحسانه؟ قال: كان إذا مرض إنسان في السجن قام عليه، وإذا احتاج جمع له، وإذا ضاق عليه المكان وَسَّع له، فقال لهما يوسف: {لَا يَأْتِيكُمَا طَعَامٌ تُرْزَقَانِهِ} في يومكما هذا {إلا نَبَّأْتُكُمَا بِتَأْويلِهِ} في اليقظة. فكره صلى الله عليه أن يعبِّر لهما ما سألاه عنه، وأخذ في غير الذي سألا عنه لما في عبارة ما سألا عنه من المكروه على أحدهما فقال: {يَاصَاحِبَيِ السِّجْنِ أَأَرْبَابٌ مُتَفَرِّقُونَ خَيرٌ أَمِ اللَّهُ الْوَاحِدُ الْقَهَّارُ} (٢). (١: ٣٤٣).

حدثنا ابن وكيع، قال: حدثنا ابن فضيل، عن عمارة -يعني ابن القعقاع- عن إبراهيم، عن علقمة، عن عبد الله، في الفتيين اللذين أتيا يوسف في الرؤيا إنما كانا تحالما ليختبراه، فلما أوّلى رؤياهما قالا: إنما كنا نلعب فقال: {قُضِيَ الْأَمْرُ الَّذِي فِيهِ تَسْتَفْتِيَانِ} ثم قال لـ "نبو" -وهو الذي ظن يوسف أنه ناج منهما-: {اذْكُرْنِي عِنْدَ رَبِّكَ} يعني عند الملك، وأخبره أني محبوس ظلْمًا، {فَأَنْسَاهُ الشَّيطَانُ ذِكْرَ رَبِّهِ}، غفلة عرضت ليوسف من قبَل الشيطان (٣). (١: ٣٤٣/ ٣٤٤).

فحدثنا بشر بن معاذ، قال: حدثنا يزيد، قال: حدثنا سعيد، عن قتادة، {أَفْتِنَا فِي سَبْعِ بَقَرَاتٍ سِمَانٍ} فالسمان المخاصيب، والبقرات العجاف هُنَّ السنون المحول الجدوب. قوله: {وَسَبْعَ سُنْبُلَاتٍ خُضْرٍ وَأُخَرَ يَابِسَاتٍ} أما الخضر


(١) صحيح.
(٢) صحيح.
(٣) صحيح.

<<  <  ج: ص:  >  >>