للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

اكتبوا الناس على منازلهم؛ فكتبوا فبدؤوا ببني هاشم؛ ثم أتبعوهم أبا بكر وقومه، ثم عمر وقومه على الخلافة؛ فلما نظر فيه عمر قال: لوددت والله أنه هكذا! ولكن ابدؤوا بقرابة رسول الله - صلى الله عليه وسلم -؛ الأقرب فالأقرب، حتى تضعوا عمر حيث وضعه الله (١). (٤: ٢٠٩/ ٢١٠).

٦٢٤ - حدّثني الحارث، قال: حدثنا ابنُ سعد، قال: أخبرنا محمد بن عمر، قال: حدّثني أسامة بن زيد بن أسلم عن أبيه، عن جدّه، قال: رأيتُ عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - حين عُرِض عليه الكتاب، وبنو تَيْم على أثر بني هاشم، وبنو عديّ على أثر بني تَيْم، فأسمعُه يقول: ضعوا عمر موضعه، وابدؤوا بالأقرب فالأقرب من رسول الله، فجاءت بنو عديّ إلى عمر، فقالوا: أنت خليفة رسول الله، قال: أو خليفة أبي بكر، وأبو بكر خليفة رسول الله، قالوا: وذاك، فلو جعلتَ نفسك حيث جعلك هؤلاء القوم! قال: بخٍ بخٍ بني عديّ! أردتم الأكْل على ظهري؛ وأن أذهب حسناتي لكم! لا والله حتى تأتيَكم الدعوة، وإن أطبق عليكم الدَّفتر ولو أن تُكتَبوا في آخر الناس؛ إن لي صاحبين سَلَكا طريقًا، فإن خالفتهما خولف بي؛ والله ما أدركْنا الفضل في الدنيا، ولا نرجو ما نرجو من الآخرة من ثواب الله على ما عملنا إلّا بمحمّد - صلى الله عليه وسلم -؛ فهو شرفنا، وقومه أشرف العرب، ثم الأقرب فالأقرب؛ إن العرب شَرُفت برسول الله، ولعلّ بعضها يلقاه إلى آباء كثيرة، وما بيننا وبين أن نلقاه إلى نسبه ثم لا نفارقه إلى آدم إلا آباء يسيرة؛ مع ذلك والله لئن جاءت الأعاجم بالأعمال، وجئنا بغير عمل، فهم أوْلى بمحمّد منّا يوم القيامة، فلا ينظر رجل إلى قَرابة، وليعمل لما عند الله، فإنّ مَنْ قصّر به عملُه لم يُسرع به نسبه (٢). (٤: ٢١٠).

٦٢٥ - حدّثنى الحارث، قال: حدّثنا ابنُ سعد؛ قال: أخبرنا محمد بن عمر، قال: حدّثني حزام بن هشام الكعبيّ، عن أبيه، قال: رأيتُ عمر بن الخطاب رضي الله تعالى عنه يحمل ديوان خُزاعة حتى ينزل قُدَيدًا، فنأتيه بقُدَيد، فلا يغيب عنه امرأة بِكْر ولا ثيّب، فيعطيهنّ في أيديهنّ، ثم يروح فينزل


(١) إسناده ضعيف.
(٢) إسناده ضعيف.

<<  <  ج: ص:  >  >>