للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

لا أدري والسيف على رأسه أم لا، إلّا أني أعلم أنه بايع كارهًا- قال: وبايع الناس عليًّا بالمدينة، وتربّص سبعة نفر، فلم يبايعوه؛ منهم: سعد بن أبي وقّاص، ومنهم ابن عمر، وصهيب، وزيد بن ثابت، ومحمد بن مسلمة، وسلَمة بن وقْش، وأسامة بن زيد، ولم يتخلَّف أحدٌ من الأنصار إلّا بايع فيما نعلم (١). (٤: ٤٣١).

٩٠٨ - وحدّثنا الزّبير بن بكّار، قال: حدّثني عمي مصعب بن عبد الله، قال: حدّثني أبي عبد الله بن مصِعب عن موسى بن عقبة، عن أبي حبيبة مولى الزّبير، قال: لما قَتل الناس عثمان رضي الله عنه، وبايعوا عليًّا؛ جاء عليٌّ إلى الزّبير، فاستأذن عليه، فاعلمته به، فسلّ السيفَ، ووضعه تحت فراشه، ثم قال: ائذن له، فأذنت له، فدخل؛ فسلّم على الزّبير؛ وهو واقفٌ بنحره، ثمّ خرج، فقال الزبير: لقد دخَلَ المرء ما أقْصاه، قُمْ في مقامه فانظر هل ترى من السيف شيئًا؟ فقمتُ في مقامه فرأيت ذُباب السيف، فأخبرته فقال: ذاك أعجلَ الرّجلَ. فلما خرج عليّ سأله الناس، فقال: وجدتُ أبرَّ ابن أخْتٍ، وأوصلَه. فظنّ الناس خيرًا، فقال علي: إنه بايعه (٢). (٤: ٤٣١/ ٤٣٢).

٩٠٩ - ومما كتب به إليّ السريّ عن شعيب، عن سَيْف بن عمر، قال: حدّثنا محمد بن عبد الله بن سواد بن نُوَيرة، وطلحة بن الأعلم، وأبو حارثة، وأبو عثمان، قالوا: بقِيَت المدينة بعد قَتْل عثمان رضي الله عنه خمسةَ أيام - وأميرها الغافقيّ بن حرب - يلتمسون من يُجيبهم إلى القيام بالأمر، فلا يجدونه، يأتي المصريّون عليًّا فيخْتبئ منهم، ويلوذُ بحيطان المدينة، فإذا لَقوْه؛ باعدهم، وتبرّأ منهم ومن مقالتهم مرّة بعد مرّة؛ ويطلب الكوفيون الزّبير فلا يجدونه، فأرسلوا إليه حيث هو رسُلًا، فباعدهم، وتبرّأ من مقالتهم. ويطلب البصرّيون طلحةَ، فإذا لقيهم؛ باعَدهم، وتبرّأ من مقالتهم مرّة بعد مرّة؛ وكانوا مجتمعين على قَتْل عثمان مختلفين فيمن يهوَوْن، فلما لم يجدوا ممالئًا، ولا مُجيبًا؛ جمعهم الشرّ على أوّل من أجابهم، وقالوا: لا نولّي أحدًا من هؤلاء


(١) في إسناده الواقدي (محمد بن عمر)، وهو متروك وفي متنه مخالفة لما في الروايات الصحيحة. راجع قسم الصحيح.
(٢) إسناده ضعيف وفي متنه نكارة.

<<  <  ج: ص:  >  >>