للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

٩٣٩ - كتب إليّ السريّ عن شعيب، عن سيف، عن محمد بن قيس، عن الأغرّ، قال: لما اجتمع إلى مكّة بنو أميَّة، ويَعْلَى بن مُنْية، وطلحةُ، والزّبير؛ ائتَمَرُوا أمْرَهم، وأجمَع ملؤهم على الطلب بدَمِ عُثمان وقتال السبئيّة حش يثأروا وينْتقموا؛ فأمرتهم عائشةُ رضي الله عنها بالخُروج إلى المدينة، واجتَمع القومُ على البصرة وردّوها عن رأيها، وقال لها طلحة، والزّبير: إنا نأتي أرضًا قد أضيعت، وصارت إلى عليّ، وقد أجبرنا عليّ على بَيْعته، وهم محتجّون علَيْنا بذلك، وتاركو أمْرنا إلّا أن تَخْرجي فتأمُري بمثل ما أمرت بمكة، ثمّ ترجعي. فنادى المنادي: إن عائِشة تريد البصرة وليس في ستمئة بعير ما تُغْنون به غوغاء وجَلَبة الأعراب وعبيدًا قد انتشروا وافترشوا أذرعهم مسعدين لأوّل واعية. وبعثَتْ إلى حَفْصة، فأرادت الخُروج، فعزم عليها ابن عمر فأقامَتْ؛ فخرجت عائِشةُ ومعها طلحةُ والزّبير، وأمّرَت على الصّلاة عبدَ الرّحمن بن عتَّاب بن أسيد، فكان يُصلِّي بهم في الطريق وبالبصرة حتى قُتل، وخرج معها مروانُ وسائر بني أميّة إلّا من خَشع، وتيامنت عن أوطاس؛ وهم ستمئة راكب سوى من كانت له مطيّة، فتركت الطّريق ليلةً وتيامنت عنها كأنهم سيَّارة ونَجَعة، مساحلين لم يَدْنُ من المنكدر، ولا واسط، ولا فلْج منهم أحَدٌ، حتَّى أتوا البصرة في عام خصيب. وتمثّلت:

دَعي بلادَ جُموع الظُّلْمِ إذ صلُحَت ... فيها المياهُ وسيري سيْرَ مذْعور

تخَيَّرِي النَّبْتَ فارْعيْ ثَمَّ ظَاهِرَةً ... وبَطْنَ وَادٍ من الضِّمَّارِ مَمْطُورِ (١)

(٤: ٤٥٣/ ٤٥٤).

٩٤٠ - حدّثني عمر، قال: حدّثنا أبو الحسن عن عمر بن راشد اليماميّ، عن أبي كثير السُّحَيميّ، عن ابن عباس، قال: خرج أصحابُ الجمل في ستمئة، معهم عبد الرّحمن بن أبي بَكْرة، وعبد الله بن صفوان الجُمَحِىّ، فلما جاوزا بئْر مَيمون إذا هم بجَزُور قد نُحرت ونَحْرُها ينثعب، فتطيّروا. وأذّن مَروانُ حين فصل من مكة ثمّ جاء حتى وقف عليهما، فقال: أيّكما أسَلِّم بالإمرة وأؤذّن بالصّلاة؟ فقال عبد الله بن الزّبير: على أبي عبد الله، وقال محمد بن طلحة: على


= وأما الغمز الآخر (تيامنت عن أوطاس) فهذا فن في الطعن واللمز يختص به شعيب راوية سيف وسنتحدث عن زيف ذلك بعد الرواية (٤/ ٤٦٠/ ٩٤٨).
(١) إسناده ضعيف وفي متنه نكارة.

<<  <  ج: ص:  >  >>