تَنعَى لنا خيرَ امْرِئٍ مِنْ عَدْنانْ ... عند الطِّعانِ ونِزالِ الأقرانْ
وقُتل رجال من بني محدوج، وكانت الرِّياسة لهم من أهل الكوفة، وقُتل من بني ذُهْل خمسةٌ وثلاثون رجلًا، فقال رجل لأخيه وهو يقاتل: يا أخي! ما أحسنَ قتالَنا إن كنَّا على حقّ! قال: فإنا على الحقّ، إن الناسَ أخذوا يمينًا وشمالًا، وإنما تمسَّكنا بأهل بيت نبيِّنا؛ فقاتَلَا حتى قُتلا، وكانت رياسة عبد القيس من أهل البصرة -وكانوا مع عليّ- لعمرو بن مرحوم، ورياسة بكر بن وائل لشَقيق بن ثَوْر، والرّاية مع رَشراشة مولاه، ورياسة الأزْد من أهل البصرة -وكانوا مع عائشة- لعبد الرحمن بن جُشَم بن أبي حُنَيْن الحمّامِيّ -فيما حدّثني عامر بن حفص، ويقال: لصبرة بن شيْمان الحُدّانيّ- والراية مع عمرو بن الأشرف العَتكيّ، فقُتل وقتل معه ثلاثة عشر رجلًا من أهل بيته (١). (٤: ٥٢١/ ٥٢٢).
١٠٠٥ - حدّثني عمر، قال: حدّثنا أبو الحسن، قال: حدّثنا أبو ليلى عن أبي عُكّاشة الهَمْدانيّ، عن رفاعة البَجَليّ، عن أبي البَخْتَريّ الطائيّ، قال: أطافت ضبّة، والأزد بعائشةَ يومَ الجمل، وإذا رجالٌ من الأزد يأخذون بعْرَ الجمل فيفتّونه ويشُمّونه، ويقولون: بعر جملِ أمِّنا ريحُه ريحُ المسك؛ ورجل من أصحاب عليّ يقاتل ويقول:
جَرَّدتُ سيفي في رجال الأزْدِ ... أَضْرِب في كُهولِهِم والمُرْدِ
كلَّ طويل الساعِدَيْن نهْدِ
وماج الناس بعضُهم في بعض، فصرخ صارخ: اعقروا الجمل؛ فضَربه
(١) إسناده تالف وفي متنه نكارة، ومعلوم: أن حسان بن ثابت كغيره من الصحابة لا يفضل أحدًا عن الصحابة على الشيخين.