قلنا: ولكن هذا التأليب والتخريب من قبل محمد بن أبي حذيفة لم يرد بسند صحيح والله أعلم. ولم نجد أحدًا من الصحابة ساوى بين مقتل عثمان والبيعة لعلي وكذلك فيه طعن في عدالة علي وسلوك سيدنا علي في وقعة الجمل وغيرها، وخير دليل على تكذيب ما ورد هنا (إن ظفر بكم قتلكم أو نفاكم) وقد شهد الكذب هذا الكلام ما قد ذكرنا في وقعة الجمل قول مروان بن الحكم لمحمد بن الحسين: ما رأيت أحدًا أكرم غلبة من أبيك - يعني عليًّا - ما هو إلا أن ولينا يوم الجمل فنادى مناديه لا يقتل مدبر ولا يذفف جريح (الأم ٤/ ٢١٦). أضف إلى ذلك فإن عبد الله بن سرح ذهب إلى عسقلان معتزلًا الفتنة والله أعلم (المعرفة والتأريخ ١/ ٢٥٤). و (التاريخ الكبير ٥/ ٢٩).