قال: فما الخبر؟ قال: تركت الرجل محصورًا، قال عمرو: يُقتَل، ثم مكثوا أيامًا، فمرّ بهم راكب، فقالوا: من أين؟ قال: من المدينة؛ قال عمرو: ما اسمُك؟ قال: قَتّال؛ قال عمرو: قُتِل الرجل، فما الخبرُ؟ قال: قُتِل الرجل. قال: ثم لم يكن إلّا ذلك إلى أن خرجتُ، ثم مكثوا أيّامًا، فمرّ بهم راكب، فقالوا: من أين؟ قال: من المدينة؛ قال عمرو: ما اسمُك؟ قال: حرب، قال عمرو: يكون حرب؛ فما الخبر؟ قال: قُتِل عثمانُ بن عفان رضي الله عنه، وبويع لعليّ بن أبي طالب. قال عمرو: أنا أبو عبد الله؛ تكون حربٌ من حكَّ فيها قرحة نكَأها، رحم الله عثمان ورضيَ الله عنه، وغفَر له! فقال سلامة بن زِنْباع الجُذاميّ: يا معشر قريش! إنه والله قد كان بينكم وبين العرب باب، فاتخذوا بابًا إذ كُسر الباب. فقال عمرو: وذاك الّذي نريد. ولا يُصلِح البابَ إلا أشافٍ تُخرِج الحقّ من حافرة البأس، ويكون الناس في العدل سواء، ثم تمثّل عمرو في بعض ذلك:
يا لَهْفَ نفسي على مالكٍ ... وهل يَصْرِفُ اللهْفُ حِفْظَ القَدَر!
أنَزْعٌ من الحَرِّ أوْدَى بهمْ ... فأعذِرَهم أم بقومي سَكَرْ!
ثم ارتحل راجلًا يبكي كما تبكي المرأة، ويقول: واعُثْماناه! أنعَى الحياءَ والدين! حتى قدم دمشق، وقد كان سقط إليه من الذي يكون عِلْمٌ، فعمل عليه (١). (٤: ٥٥٨/ ٥٥٩).
١٠٦٨ - كتب إليّ السرىّ عن شعيب، عن سيف، عن محمد بن عبد الله، عن أبي عثمان، قال: كان النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - قد بعث عمرًا إلى عُمان، فسمع هنالك من حَبْرٍ شيئًا، فلما رأى مِصداقَه وهو هناك أرسل إلى ذلك الحبْر، فقال: حدِّثني بوفاة رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وأخبرني من يكون بعده؟ قال: الذي كتب إليك يكون بعده، ومدّته قصيرة، قال: ثمّ من؟ قال: رجل من قومه مثله في المنزلة؛ قال: فما مدّته؟ قال: طويلة؛ ثم يقتل. قال: غيلةً أم عن ملأ؟ قال: غِيلة؛ قال: فمن يلي بعده؟ قال: رجل من قومه مثله في المنزلة، قال: فما مدّته؟ قال: طويلة، ثم يُقتل، قال: أغيلة أم عن ملأ؟ قال: عن ملأ. قال: ذلك أشدّ؛ فمن يلي بعده؟