للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

البارقيّ - لأهل الرّقة: اجسُروا لي جسْرًا حتى أعبر من هذا المكان إلى الشام، فأبوا. وقد كانوا ضمّوا إليهم السفن، فنهض من عندهم ليعبر من جسر مَنبج، وخلّف عليهم الأشتر، وذهب ليمضيَ بالناس كيما يعبرَ بهم على جسر مَنْبج، فناداهم الأشتر، فقال: يا أهل هذا الحصن، ألا إني أقسم لكم بالله عزّ وجلّ؛ لئن مضى أمير المؤمنين؛ ولم تُجسِّروا له عند مدينتكم جِسْرًا حتى يَعبُر لأجرّدنّ فيكم السيف، ثم لأقتلنّ الرجال ولأخرّبنّ الأرض، ولآخذنّ الأموال. قال: فلقيَ بعضهم بعضًا، فقالوا: أليس الأشتر يفي بما حلف عليه، أو يأتي بشرٍّ منه؟ قالوا: نعم، فبعثوا إليه: إنّا ناصبون لكم جسرًا، فأقبلوا، وجاء عليٌّ فنصبوا له الجسر، فعبر عليه بالأثقال والرجال، ثم أمر عليٌّ الأشترَ فوقف في ثلاثة آلافِ فارس، حتى لم يبق من الناس أحد إلّا عبر، ثم إنه عبر آخر الناس رجلًا (١). (٤: ٥٦٥/ ٥٦٦).

١٠٧٤ - قال أبو مخنف: وحدّثني الحجّاج بن عليّ عن عبد الله بن عمّار بن عبد يغوث: أنّ الخيل حين عبرت زَحمَ بعضُها بعضًا، فسقطت قَلَنْسُوَة عبد الله بن أبي الحصين الأزديّ، فنزل فأخذها ثم ركب، وسقطتْ قلنسوَةُ عبدِ الله بن الحجّاج الأزدّي، فنزل فأخذها، ثم ركب، وقال لصاحبه:

فإن يكُ ظَنُّ الزاجرِي الطَّيْرِ صادقًا ... كما زعموا أُقْتَلْ وَشيكًا وتُقْتلُ

فقال له عبد الله بن أبي الحصين: ما شيء أُوتاه أحبّ إليّ مما ذكرت؛ فقُتِلا جميعًا يومَ صِفّين (٢). (٤: ٥٦٦).

١٠٧٥ - قال أبو مخنف: فحدّثني خالد بن قطَن الحارثيّ: أنّ عليًّا لما قطع الفرات؛ دعا زياد بن النَّضر، وشُريح بن هانئ، فسرّحهما أمامَه نحو معاوية على حالهما التي كانا خرجا عليها من الكُوفة. قال: وقد كانا حيث سرّحهما من الكُوفة أخَذَا على شاطئ الفرات من قِبَل البرّ مما يلي الكوفة حتى بلغا عانات، فبلغهما أخذُ عليّ على طريق الجزيرة، وبلغهما: أنّ معاوية قد أقبل من دمشق في جنود أهل الشام لاستقبال عليّ، فقالا: لا والله ما هذا لنا برأي؛ أن نسير وبيننا


(١) إسناده تالف.
(٢) إسناده تالف.

<<  <  ج: ص:  >  >>