للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

سليمان بناءه وشرّفه، وكان عمر داود - فيما وردت به الأخبار عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - مئة سنة. (١: ٤٨١).


= الإسرائيليات وحتى تفسير الآيات خلطها رحمه الله ببعض الإسرائيليات.
فآثرنا أن نذكر الآيات القرآنية مع تفسيرها اللغوي عند الحافظ ابن كثير بعد حذف ما في التفسير من الإسرائيليات، ولكننا لا نرى بأسًا أن نذكر ما صحّ سنده من حديث روي في قصة داود - عليه السلام - قبل أن نذكر الآيات القرآنية مع تفسيرها:
١ - أخرج البخاري في صحيحه عن البراء بن عازب - رضي الله عنه - قال: كنا أصحاب محمد - صلى الله عليه وسلم - نتحدث أن عدة أصحاب بدر على عدة أصحاب طالوت الذين جاوزوا معه النهر ولم يجاوز معه إلا بضعة عشر وثلاثمئة مؤمن (صحيح البخاري / كتاب المغازي / ح ٣٩٥٨).
قلنا: والملاحظ أن الروايات الصحيحة لا تبالغ في ذكر الأعداد والأرقام، بينما الروايات الضعيفة المتأثرة أو المستقاة من الإسرائيليات تذكر أرقامًا خيالية.
٢ - أخرج البخاري في صحيحه قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "أحبّ الصلاة إلى الله صلاة داود وأحب الصيام إلى الله صيام داود، كان ينام نصف الليل ويقوم ثلثه وينام سدسه وكان يصوم يومًا ويفطر يومًا ولا يفرّ إذا لاقى" صحيح البخاري / كتاب الأنبياء (ح ٣٤١٩) ومسلم (١٨٩/ ١١٥٩).
قلنا: وهذه صورة داود العابد الناسك المجاهد وهي صورة في الأعالي كالثريا، بينما صورته الإسرائيليات كما يشتهي اليهود من تشويه صورة الأنبياء بما لا يليق بعصمتهم عليهم الصلاة والسلام.
٣ - لقد رزق الله سبحانه داود صوتًا جميلًا يتلو به كلام الله سبحانه، وعندما سمع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - صوت أبي موسى الأشعري وهو يتلو القرآن قال عليه الصلاة والسلام: "لقد أعطي أبو موسى مزمارًا من مزامير داود" مسند أحمد / ح ٨٦٥٤ من حديث أبي هريرة / وقال ابن كثير: على شرط مسلم.
٤ - وأخرج البخاري في صحيحه من حديث أبي هريرة مرفوعًا: "خفف الله على داود القرآن فكان يأمر بدوابه فتسرج، فيقرأ القرآن قبل أن تسرج دوابه، ولا يأكل إلا من عمل يده" صحيح البخاري / كتاب الأنبياء (ح ٣٤١٧).
وسنذكر الآن بعض الآيات القرآنية الكريمة الواردة في ذكر نبي الله داود - عليه السلام - مع شيء يسير من التفسير اللغوي:
١ - قال الله تعالى: {فَهَزَمُوهُمْ بِإِذْنِ اللَّهِ} قال الطبري: قتلوهم بقضاء الله وقدره وقال الشوكاني: أي بأمره وإرادته.
{وَقَتَلَ دَاوُودُ جَالُوتَ وَآتَاهُ اللَّهُ الْمُلْكَ وَالْحِكْمَةَ وَعَلَّمَهُ مِمَّا يَشَاءُ} المعنى: الملك السلطان والحكمة النبوة. {وَلَوْلَا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَفَسَدَتِ الْأَرْضُ =

<<  <  ج: ص:  >  >>