للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أبي رافع: أنه كان خازنًا لعليّ عليه السلام على بيت المال، قال: فدخل يومًا وقد زُيّنت ابنته، فرأى عليها لؤلؤةً من بيت المال قد كان عرفها، فقال: من أين لها هذه؟ لله عليّ أن أقطع يَدَها؛ قال: فلما رأيتُ جِدّه في ذلك؛ قلتُ: أنا واللهِ يا أميرَ المؤمنين زَيّنتُ بها ابنةَ أخى! ومن أين كانت تَقدر عليها لو لم أعطِها! فسَكَت (١). (١٥٦: ٥).

١٢١٧ - حدّثني إسماعيل بن موسى الفَزاريّ، قال: حدّثنا عبد السلام بن حرب، عن ناجية القرشيّ، عن عمّه يزيد بن عديّ بن عثمان، قال: رأيت عليًّا عليه السلام خارجًا من هَمْدان، فرأى فئتين يقتتلان، ففرّق بينهما، ثم مضى فسمع صوتًا: يا غوثا بالله! فخرج يُحضِر نحوَه حتى سمعتُ خَفْقَ نعلِه؛ وهو يقول: أتاك الغَوْث؛ فإذا رجل يلازم رجلًا، فقال: يا أمير المؤمنين! بعتُ هذا ثوبًا بتسعةِ دراهم، وشرطتُ عليه ألّا يعطيَني مغموزًا ولا مقطوعًا - وكان شرطهم يومئذ - فأتيتُه بهذه الدراهم ليبدِّلها لي فأبَى، فلَزِمته، فلَطَمني، فقال: أبدِلْه؛ فقال: بيِّنتَك على اللّطمة؛ فأتاه بالبينة، فأقعده ثم قال: دونَك فاقتصّ؛ فقال: إنّي قد عفوتُ يا أمير المؤمنين! قال: إنما أردتُ أن أحتاط في حقّك، ثم ضرب الرجلَ تسعَ دِرّات، وقال: هذا حقّ السلطان (٢). (٥: ١٥٦/ ١٥٧).

١٢١٨ - حدّثني محمد بن عمارة الأسديّ، قال: حدّثنا عثمان بن عبد الرحمن الأصبهانيّ، قال: حدّثنا المسعوديّ عن ناجية، عن أبيه، قال: كنا قيامًا على باب القصر؛ إذ خرج عليٌّ علينا، فلما رأيناه؛ تنحّينا عن وجهه هيبةً له، فلما جاز؛ صرْنا خلفَه، فبينا هو كذلك؛ إذ نادى رجل: يا غوثا بالله! فإذا رجلان يقتَتِلان، فَلكَز صدرَ هذا وصدرَ هذا، ثم قال لهما: تنحّيا، فقال أحدهما: يا أمير المؤمنين! إنّ هذا اشترى مني شاةً، وقد شرطتُ عليه ألّا يعطيَني مغموزًا ولا محذَّقًا، فأعطاني دِرْهمًا مغموزًا، فرددتُه عليه، فلَطَمني. فقال للآخر: ما تقول؟ قال: صَدقَ يا أميرَ المؤمنين! قال: فأعطه شرطَه، ثم قال لِلّاطِم: اجلِس، وقال لِلمَلْطوم: اقتصّ. قال: أوَ أعفو يا أميرَ المؤمنين؟ ! قال: ذاك إليك؛ قال: فلما جاز الرجل قال عليّ: يا معشر المسلمين! خذوه.


(١) في إسناده العباس بن فضل مجهول، وفي متنه نكارة.
(٢) في إسناده من ليس له ترجمة، وفي متنه نكارة.

<<  <  ج: ص:  >  >>