للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .


= وأخرج يعقوب بن سفيان (٣/ ٣٢١) حدثني ابن لهيعة حدثني الحارث عن يزيد عن عبد الله بن أبي رزين الغافقي قال سمعت عليًّا يقول: (يا أهل العراق سيقتل منكم سبعة نفر بعذراء، مثلهم كمثل أصحاب الأخدود قال: يقتل حجر وأصحابه) وقال الحافظ ابن كثير: ابن لهيعة ضعيف (البداية والنهاية ٨/ ٥٧).
وقال الأستاذ العمري في حاشية المعرفة والتاريخ (٣/ ٣٣١): في السند انقطاع وأقل ما يكون بين يعقوب وابن لهيعة راوٍ وأحسبه هنا يحيى بن عبد الله بن بكير. اهـ.
قلنا: ورواية أخرجها البلاذري من طريق حماد بن سلمة عن علي بن زيد عن سعيد بن المسيب عن مروان بن الحكم قال: دخلت مع معاوية على أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها فقالت: يا معاوية قتلت حجرًا وأصحابه وفعلت الذي فعل. . . الخبر. . . وفي آخره قال معاوية: فدعيني وحجرًا حتى نلتقي عند ربنا عز وجل (المعرفة والتاريخ ٣/ ٣٢١).
قلنا: وفي إسناده علي بن يزيد وهو ضعيف والله أعلم.
وأخرج أحمد عن عفان عن ابن عليه عن أيوب عن عبد الله بن أبي مليكه (أو غيره): لما قدم لمعاوية المدينة دخل على عائشة فقالت: أقتلت حجرًا؟ . . الحديث وفي آخره قال: فدعيني وحجرًا حتى نلتقي عند ربنا عز وجل) (البداية والنهاية ٨/ ٥٨).
قلنا: وإن صح هذا فقد تأول معاوية واجتهد فأخطأ في اجتهاده وتأويله وكان يعتقد أن ذلك سيقطع الطريق على بقية من خرج على طاعة أمير المؤمنين ومن قبله أخطأ خالد أو أخطأ أصحابه على الأصح (كما بينا في عهد الخلفاء الراشدين) ثم بيّن عذره لأبي بكر رضي الله عنه فقبل عذره وامتنع من عزله وقال لسيدنا عمر تأوّل فأخطأ كف لسانك عن خالد، لا أشيم سيفًا سله الله على المشركين).
والروايات الواردة في هذا الباب تبين لنا بعض الغموض، ففي إحدى الروايات: أنه رضي الله عنه كان يرى قتل رجلٍ خيرًا من قتل ألف أي أنه لو لم يقتله لاستفحل أمره وظهرت الفتنة مرة أخرى بين المسلمين ويكفيهم فتنة الجمل وصفين. . . ونحن بصدد تاريخ بشر غير معصومين (الصحابة) ولكنهم خير القرون، وكفى بالمرء فخرًا أن تعدّ مساوئه، فإن كان المبتدعة الجهال ينبشون ويبحثوق بين الروايات عسى أن يتشبثوا ولو برواية واحدة تثبت أن سيدنا معاوية يتحمل قسطًا من مسؤولية قنل حجر بن عدي فالبشر يخطئون وسبحان من لا يخطئ.
والصحابة اجتهد بعضهم فأخطأ كذلك فقد عفا بعضهم أحيانًا كما في عصيان الصحابة أوامر الرسول - صلى الله عليه وسلم - والنزول من جبل الرماة في غزوة أُحُد، وَأَحَدُ الصحابة كان يشرب الخمر فيأمر رسول الله بجلده، وكذلك أخطأ خالد ودخل مكة من إحدى الطرق وخرج وعلى سيفه دم فماذا قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -؟ قال: "اللهم إني أبرأ إليك مما فعل خالد" ولكن لم يتبرأ من خالد وإنما من فعلته ومن قبل تاب الله على الذين عصوا أمر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وحوادث متفرقة وغيرها ولكنها حوادث معدودة على عدد الأصابع ولا تخرج الصحابة من عدالتهم التي أصبحت سمة =

<<  <  ج: ص:  >  >>