للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

مَطمَع، ولا يرجعنّ عليك وأنت تستطيع، وإذا لقيت عدوّك فغَلَبوك على ظهر الأرض فلا يَغلبوك على بطنها، وإن احتاج أصحابك إلى أن تؤاسيَهم بنفسِك فآسِهِم (١). (٢٩٥/ ٢٩٦).

حدّثني عمر، قال: حدّثني عليّ، قال: أخبرنا عليّ بن مجاهد عن ابن إسحاق، قال: استعمل معاويةُ عبيدَ الله بن زياد وقال:

استمسك الفَسْفاسَ إن لم يقطع

وقال له: اتقّ الله ولا تؤثرنّ على تقوى الله شيئًا، فإن في تقواه عِوَضًا، عِرْضَك من أن تُدنِّسه، وإذا أعطيتَ عهدًا؛ فَفِ به، ولا تبيعنَّ كثيرًا ولا تُخرِجنّ منك أمرًا حتى تُبرِمَه، فإذا خرج فلا يُردنّ عليك، وإذا لقيت عدوّك فكن أكثرَ من معك، وقاسمهم على كتاب الله، ولا تُطْمِعَنَّ أحدًا في غير حقه، ولا تؤيسنّ أحدًا من حقّ له. ثم وَدَّعَه (٢). (٥: ٢٩٦/ ٢٩٧).

حدثني عمر، قال: حدّثنا عليّ، قال: حدّثنا مسلمة، قال: سار عبيد الله إلى خراسان في آخر سنة ثلاث وخمسين وهو ابن خمس وعشرين سنة من الشام، وقدم إلى خُراسان أسلمُ بن زُرْعة الكلابيّ، فخرج، فخرج معه من عبْد بن قيس النَّمَريّ يَرجُز بين يديه بمرثية زياد يقول فيها: (٣) (٥: ٢٩٧).

حدّثني عمرُ مرّة أخرى في كتابه الذي سمّاه كتاب "أخبار أهل البصرة"، حدّثني أبو الحسن المدائنيّ قال: لما عقد معاويةُ لعبيد الله بن زياد خراسان خرج وعليه عمامةٌ -وكان وَضيئا- والجعْد بن قيس يُنشِده مرثية زياد:

أبقِ علَيّ عاذِلِي من اللّومْ ... فيما أُزِيلتْ نِعْمَتي قبلَ اليومْ

قد ذَهَبَ الكَريمُ والظِّلُّ الدّومْ ... والنّعَمُ المُؤَثلُ الدّثرُ الْحَومْ

والماشيات مِشْيةَ بعدَ النَّومْ ... ليْتَ الجيادَ كلَّها مع القومْ

سقين سُمَّ ساعةٍ قَبْلَ اليومْ ... لأربَع مَضيْنَ من شهرِ الصّومْ

وحجّ بالناس في هذه السنة مَروانُ بن الحَكَم، كذلك حدّثني أحمد بن ثابت،


(١) إسناده معضل.
(٢) في إسناده علي بن مجاهد فإن كان الكابلي فهو متروك بالإضافة إلى كون المسند مجهول.
(٣) إسناده معضل.

<<  <  ج: ص:  >  >>