ألف، ففرّق ابن زياد طائفةً منها في بني أبيه، وحمل الباقي معه، وقد كان دعا البخارّية إلى القتال معه، ودعا بني زياد إلى ذلك فأبَوا عليه. (٥: ٥١١).
حدّثني عمر، قال: حدّثني زهير بن حرب، قال: حدّثنا الأسوَد بن شيبان عن عبد الله بن جَرير المازنيّ، قال: بعث إليّ شقيق بن ثور، فقال لي: إنه قد بلغني: أنّ ابن منجوف هذا وابن مسمع يُدلجان بالليل إلى دار مسعود ليردّا ابن زياد إلى الدار ليصلوا بين هذَيْن الغاريْن، فيهريقوا دماءكم، ويُعِزُّوا أنفسهم، ولقد هممتُ أن أبعَثَ إلى ابن منجوف فأشدَّه وثاقًا، وأخرِجَه عني؛ فاذهب إلى مسعود، فاقرأ عليه السلام منّي، وقيل له: إنّ ابن منجوف وابن مسمع يفعلان كذا وكذا، فأخرج هذين الرجلين عنك، قال: وكان معه عُبيد الله، وعبد الله ابنا زياد، قال: فدخلتُ على مسعود وابنا زياد عنده: أحدُهما عن يمينه، والآخر عن شماله، فقلت: السلام عليك أبا قَيْس، قال: وعليك السلام؛ قلتُ: بعثني إليك شقيق بن ثور يقرأ عليك السلام، ويقول لك: إنه بلغني؛ فردّ الكلام بعينه إليَّ:"فأخرِجهما عنك"؛ قال مسعود: والله فعلت ذاك؛ فقال عبيد الله: كيف أبا ثور - ونَسِي كُنْيَتَه، إنما كان يُكنَى أبا الفضل - فقال أخوه عبد الله: إنا والله لا نخرج عنكم، قد أجرْتُمونا، وعقدتم لنا ذِمَّتَكم، فلا نخرج حتى نُقتَلَ بين أظهُرِكم، فيكون عارًا عليكم إلى يوم القيامة. (٥: ٥١١ - ٥١٢).
قال أصحابنا: دعت مُضرُ إلى العبّاس بن الأسود بن عوف الزهريّ، ابن أخي عبد الرحمن بن عوف، ودعَتِ اليَمن إلى عبد الله بن الحارث بن نوفل، فتراضى الناسُ أن حكّموا قيسَ بن الهيثم والنعمان بن صُهْبان الراسبيّ لينظرا في أمر الرجلين، فاتفق رأيُهما على أن يولّيا المضريّ الهاشميّ إلى أن يجتمع أمرُ الناس على إمام؛ فقيل في ذلك:
فلما أمّروا ببّة على البصرة ولّى شرطتَه هِمْيان بن عديّ السَّدُوسيّ.
(٥: ٥١٢ - ٥١٣).
قال أبو جعفر: وأمَّا أبو عُبيدة فإنَّه - فيما حدّثني محمَّد بن عليّ، عن أبي سعدان، عنه - قصّ من خبر مسعود وعبيد الله بن زياد وأخيه غيرَ القصّةِ التي قصّها وهب بن جرير، عمّن روى عنهم خبرَهم، قال: حدّثني مسلمة بن