خَلّفت على خراسان؟ قال: المهلب؛ فقال: ضاقت عليك نِزارٌ حتى ولَّيتَ رجلًا من أهل اليمن! فولّاه مَرْوَ الرُّوذ، والفارياب، والطالَقَان، والجُوزَجان، وولى أوس بن ثعلبة بن زفر - وهو صاحب قصر أوس بالبَصرة - هراةَ، ومضَى فلما صار بنَيسابور لقيه عبد الله بن خازم، فقال: مَنْ ولَّيت خُراسان؟ فأخبره، فقال: أمَا وجدت في مُضَرَ رجلًا تستعمله حتى فرَّقت خُراسان بين بكر بن وائل ومَزُون عمَانَ! وقال له: اكتبْ لي عَهْدًا على خُراسان؛ قال: أوالي خراسان أنا! قال: اكتب لي عهدًا وخَلاك ذمّ.
قال: فكتب له عهدًا على خُراسان، قال: فأعنّي الآن بمئة ألف درهم فأمَرَ له بها، وأقبل إلى مَرْو، وبلغ الخبرُ المهلبَ بن أبي صُفرة، فأقبل واستخلف رجلًا من بني جُشَم بن سعد بن زيد مناة بن تميم.
قال: وأخبَرَنا المفضَّل بن محمَّد الضَّبّيُّ عن أبيه، قال: لما صار عبد الله بن خازم إلى مروَ بعهد سَلْم بن زياد؛ منعه الجُشميّ، فكانت بينهما مناوشَة، فأصابت الجشميّ رميةٌ بحجَر في جبهته، وتحاجزوا وخَلَّى الجشميّ بين مرْو الرُّوذ وبينَه، فدخلها ابن خازم، ومات الجشميّ بعد ذلك بيومين. (٥: ٥٤٥ - ٥٤٦).
قال: وكان الذي وليَ قتلَ عمرو بن مرثد زهير بن حيّان العدويّ فيما يروون، فقال الشاعر:
أتذْهبُ أَيَّامُ الحروبِ ولم تُبِئ ... زهير بن حيّانٍ بعَمْرٍو بنِ مَرْثَدِ!
قال: وحدّثنا أبو السَّريّ الخُراسانيّ - وكان من أهل هَراة - قال: قتل عبد الله ابن خازم سليمان وعمرًا ابنْي مرثد المرثديَّين من بني قيس بن ثعلبة ثمَّ رجع إلى مَرْو، وهرب مَن كان بمروَ الرّوذ من بكر بن وائل إلى هَراة، وانضم إليها من كان بكُور خُراسان من بكر بن وائل، فكان لهم بها جمعٌ كثير عليهم أوْس بن ثعلبة؛ قال: فقالوا له: نبايعك على أن تسير إلى ابن خازم، وتُخرجَ مُضَرَ من خُراسان كلِّها؛ فقال لهم: هذا بَغْيٌ، وأهلُ البغي مخذولون، أقيموا مكانَكم هذا، فإنْ تركَكُم ابن خازم - وما أراه يفعل - فارضوا بهذه الناحية، وخلّوه وما هو فيه؛ فقال بنو صُهيب - وهم موالي بني جحْدَر: لا والله لا نَرْضَى أن نكون نحن ومُضَر في بلد، وقد قتلوا ابني مَرْثَد، فإن أجبتَنا إلى هذا، وإلا أمَّرْنا علينا غيرَك؛ قال: