للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

"ثم كان أول ما نزل علي من القرآن بعد "اقرأ" {ن وَالْقَلَمِ وَمَا يَسْطُرُونَ (١) مَا أَنْتَ بِنِعْمَةِ رَبِّكَ بِمَجْنُونٍ (٢) وَإِنَّ لَكَ لَأَجْرًا غَيرَ مَمْنُونٍ (٣) وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ (٤) فَسَتُبْصِرُ وَيُبْصِرُونَ} و {يَا أَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ (١) قُمْ فَأَنْذِرْ}، و {وَالضُّحَى (١) وَاللَّيلِ إِذَا سَجَى (٢)} " (٢: ٢٩٨/ ٢٩٩).

٩ - حدثني يونس بن عبد الأعلى، قال: أخبرنا ابن وهْب، قال: أخبرني يونس، عن ابن شهاب، قال: حَدّثني عُرْوة، أنّ عائشة أخبرته. ثم ذكر نحوه؛ غير أنه لم يَقُلْ: "ثم كان أوّل ما أنزل عليّ من القرآن" (١). إلى آخره. (٢: ٢٩٩).

١٠ - حدَّثنا ابن حُميد، قال: حدَّثنا سَلمة، عن محمّد بن إسحاق، قال: حدّثني وهب بن كَيسان مولى آل الزُّبَيْر، قال: سمعتُ عبدَ الله بن الزُّبير، وهو يقول لعُبيد بن عمير بن قَتَادة الليثيّ: حدِّثنا يا عُبَيد كيف كان بدء ما ابتدئ به رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من النبوّة حين جاء جبريل عليه السّلام؟ فقال عُبيد -وأنا حاضر يحدّث عبد الله بن الزُّبير ومَنْ عنده من النّاس-: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في حراء من كلِّ سنة شهرًا، وكان ذلك مما تحنّثُ به قريش في الجاهلية -والتحنث: التبرّر- وقال أبو طالب:

"وَرَاقٍ لِيَرْقى في حِرَاءَ ونَازِل"

فكان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يجاورُ ذلك الشهر من كلّ سنة، يطعم مَنْ جاءه من المساكين، فإذا قَضَى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - جواره من شهره ذلك، كان أوّل ما يبدأ به -إذا انصرف من جواره- الكعبة قبل أن يدخُل بيته، فيطوف بها سبعًا، أو ما شاء الله من ذلك، ثم يرجع إلى بيته، حتى إذا كان الشهر الذي أراد الله عَزّ وجلّ فيه


= ولقد أخرجه غير واحد منهم البخاري الذي أخرجه في صحيحه (باب (١) بدء الوحي ح ٣، البغا) من طريق عقيل عن ابن شهاب الزهري عن عروة بن الزبير عن عائشة بها رضي الله عنها مع بعض الاختلاف في الألفاظ وفي رواية البخاري وصف أكثر لورقة بن نوفل (ابن عم خديجة وكان امرأً تنصّر في الجاهلية وكان يكتب الكتاب العبراني فيكتب من الإنجيل بالعبرانية ما شاء الله أن يكتب، وكان شيخًا كبيرًا قد عمي فقالت له خديجة: يا بن عم اسمع من ابن أخيك ... إلخ الحديث).
وكذلك أخرجه مسلم في كتاب الإيمان باب بدء الوحي رقم (١٦٠) والله أعلم.
(١) إسناده صحيح، وهو حديث صحيح كما مر بنا (أخرجه البخاري ومسلم).

<<  <  ج: ص:  >  >>