للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

لذلك أيام، ثم سأله فأخبره، فألتفت إلي الأبرش، فقال: والله ليأتينّك خلعُه أوّلَ شيء، وكان كما قال (١). [٧/ ١٦٣ - ١٦٥].

رجع الحديث إلي حديث هشام بن محمد الكلبيّ عن أبي مخنف، قال: فجعلت الشيعة تختلف إلي زيد بن عليّ، وتأمره بالخروج، ويقولون: إنا لنرجو أن تكون المنصورَ، وأن يكون هذا الزمان الذي يهلِك فيه بنو أمية. فأقام بالكوفة، فجعل يوسف بن عمر يسأل عنه، فيقال: هو هاهنا، فيبعث إليه أن اشخص، فيقول: نعم؛ ويعتلّ له بالوَجع، فمكث ما شاء الله، ثم سأل أيضًا عنه فقيل له: هو مقيم بالكوفة بعدُ لم يبرح، فبعث إليه، فاستحثّه بالشخوص، فاعتلّ عليه بأشياء يبتاعُها، وأخبره أنه في جهازه، ورأي جدّ يوسف في أمره فتهيَّأ، ثم شخص حتي أتي القادسيّة، وقال بعض الناس: أرسل معه رسولًا حتي بلَّغه العُذَيب، فلحقتْه الشّيعة، فقالوا له: أين تذهب عنّا ومعك مئة ألف رجل من أهل الكوفة، يضربون دونَك بأسيافهم غدًا وليس قبَلك من أهل الشأم إلا عدّة قليلة، لو أن قبيلة من قبائلنا نحو مذحِج أو هَمْدان أو تميم أو بكْر نصبت لهم لكفتكهم بإذن الله تعالي! فننشدك الله لمَّا رجعتَ؛ فلم يزالوا به حتي ردُّوه إلي الكوفة. [٧/ ١٦٦].

وأما أبو عبيدة، فذكِر عنه، أنه قال: صدّق هشامٌ زيدًا ومن كان يوسف قرفه بما قرفه به، ووجَّههم إلي يوسف، وقال: إنهم قد حلفوا لي، وقبلتُ أيمانهم وأبرأتُهم من المال، وإنما وجهتُ بهم إليك لتجمع بينهم وبين خالد فيكذّبُوه، قال: ووصلهم هشام؛ فلما قدموا علي يوسف أنزلهم وأكرمهم، وبعث إلي خالد فأتِيَ به، فقال: قد حلف القوم، وهذا كتاب أمير المؤمنين ببراءتهم، فهل عندك بيّنة بما ادعيت؟ فلم تكن له بيّنة، فقال القوم لخالد: ما دعاك إلي ما صنعت؟ قال: غلّظ عليّ العذاب فادّعيت ما ادعيت، وأمّلْت أن يأتيَ الله بفرج قبل قدومكم، فأطلقهم يوسف، فمضي القرشيَّان: الجمحيّ والمخزوميّ إلي المدينة؛ وتخلّف الهاشميَّان: داود بن عليّ وزيد بن عليّ بالكوفة.

وذكر عن أبي عبيدة، أنه قال: اتّبعوه إلي الثعلبّية وقالوا له: نحن أربعون


(١) في إسناده محمد بن عبد العزيز الزهري وهو منكر الحديث.

<<  <  ج: ص:  >  >>