قال أبو عمر: وحدّثني محارب بن نصر، قال: مرّ سفيان بعد قتل إبراهيم في سفينة وأبو جعفر مُشرِفٌ من قصره، فقال: إنّ هذا لسفيان؟ قالوا: نعم، قال: والله للعَجب! كيف يفلتني ابن الفاعلة! قال الحوْضيّ: قال سفيان لقائد من قوّاد إبراهيم: أقمْ عندي، فليس كل أصحابك يعلم ما كان بيني وبين إبراهيم.
قال: وحدّثني نضر بن فرقد قال: كان كَرْزَم السَّدوسيّ يغدو على سفيان بخبر إبراهيم ويروح، ويُعْلمه مَنْ يأتيه فلا يعرض له، ولا يتبع له أثرًا.
وذكر أن سفيان بن معاوية كان عامل المنصور أيّامئذ على البصرة، وكان قد مالأ إبراهيم بن عبد الله على أمره فلا ينصح لصاحبه. [٧/ ٦٣٣ - ٦٣٤].
* * *
* ذكر من قال ذلك:
حدثني الحارث، قال: حدّثنا ابن سعد، قال: قال محمد بن عمر: لما ظهر محمد بن عبد الله بن الحسن، وغلَب على المدينة ومكة، وسُلِّم عليه بالخلافة، وجّه أخاه إبراهيم بن عبد الله إلى البصرة، فدخلها في أوّل يوم من شهر رمضان سنة خمس وأربعين ومئة، فغلب عليها، وبيّض بها وبيّض بها أهل البصرة معه، وخرج معه عيسى بن يونس ومُعاذ بن معاذ بن العوّام وإسحاق بن يوسف الأزرق ومعاوية بن هشام، وجماعة كثيرة من الفُقهاء وأهل العلم؛ فلم يزلْ بالبصرة شهر رمضان وشوّالًا، فلما بلغه قتلُ أخيه محمد بن عبد الله تأهَّب واستعدّ، وخرج يريد أبا جعفر بالكوفة.
وقد ذكرنا قول من قال: كان مقدم إبراهيم البصرة في أول سنة ثلاث وأربعين ومئة، غير أنه كان مقيمًا بها، مختفيًا يدعو أهلها في السرّ إلى البيعة لأخيه محمد، فذكر سهل بن عَقيل، عن أبيه، أنّ سفيان كان يرسل إلى قائدين كانا قدِما عليه من عند أبي جعفر مددًا له قبل ظهور إبراهيم، فيكونان عنده؛ فلما وعده إبراهيم بالخروج أرسلَ إليهما فاحتبسهما عنده تلك الليلة حتى خرَج، فأحاط به وبهما فأخذهم.
وحُدّثت عن محمد بن معروف بن سويد، قال: حدّثني أبي، قال: وجَّه أبو جعفر مجالدًا ومحمدًا ويزيد؛ قوّادًا ثلاثة كانوا إخوة قبل ظهور إبراهيم،