فقد أخرج البخاري في صحيحه -كتاب مناقب الأنصار / ح ٣٩٠٥ / أن عائشة رضي الله عنها قالت: لم أعقل أبويّ قطّ إلّا وهما يدينان الدّين، ولم يمرّ علينا يوم إلّا يأتينا فيه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - طرفي النهار: بكرة وعشية. الحديث وفيه [والنبي - صلى الله عليه وسلم - يومئذ بمكة. فقال النبي - صلى الله عليه وسلم - للمسلمين: إني رأيت دار هجرتكم ذات نخل بين لابتين، وهما الحرتان. فهاجر من هاجر قبل المدينة، ورجع عامة من كان هاجر بأرض الحبشة إلى المدينة، وتجهّز أبو بكر قبل المدينة، فقال له رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: على رسلك، فإني أرجو أن يؤذن لي. فقال أبو بكر: وهل ترجو ذلك بأبي أنت؟ قال: نعم، فحبس أبو بكر نفسه على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ليصحبه، وعلف راحلتين كانتا عنده ورق السَّمُر -وهو الخبط- أربعة أشهر]. =