للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الزّبير، وكان السبب في توجيهه الحَجَّاجَ إليه دونَ غيره - فيما ذُكر - أن عبدَ الملك لمَّا أراد الرّجوع إلى الشام، قام إليه الحجَّاج بنُ يوسفَ فقال: يا أمير المؤمنين، إني رأيتُ في منامي أني أخذتُ عبدَ الله بن يوسفَ فقال: يا أميرَ المؤمنين، إني رأيتُ في منامي أني أخذتُ عبدَ الله بن الزبير فسلَخْته، فابْعثْني إليه، وولّني قتالَه، فبعثه في جيش كثيف من أهل الشام، فسار حتَّى قَدِم مكَّة، وقد كتب إليهم عبدُ الملك بالأمان إنْ دخلوا في طاعتِه.

فحدّثني الحارثُ، قال: حدّثني محمَّد بن سَعْد، قال: أخبَرَنا محمَّد بن عمرَ، قال: حدّثنا مُصعَب بنُ ثابت، عن أبي الأسودَ، عن عبَّاد بن عبدِ الله بن الزبير، قال: بعث عبدُ الملك بنُ مروان حين قُتِل مُصعَب بن الزبير الحجَّاجَ بنَ يوسف إلى ابن الزّبير بمكَّة. فخرج في ألفين من جُندِ أهل الشام في جُمادى من سنة اثنتين وسبعين، فلم يَعرِض للمدينة، وسلَك طريقَ العراق، فنزل بالطَائف، فكان يبْعَث البُعوثَ إلى عَرَفة في الخيل، ويبعث ابن الزّبير بَعْثًا فيقتتِلون هنالك، فكلّ ذلك تُهزَم خيل ابنِ الزّبير وتَرجع خيلُ الحجَّاج بالظَّفر، ثمّ كتب الحجَّاج إلى عبدِ الملك يستأذنه في حصار ابن الزبير ودخولِ الحَرَم عليه، ويُخبِره أن شوكَتَه قد كَلَّت، وتفَرَّق عنه عامَّة أصحابه، ويَسأله أن يمِدّه برجال، فجاءَه كتابُ عبدِ الملك، وكتب عبدُ الملك إلى طارِق بن عَمْرو يأمره بأن يَلحق بمن معه من الجُنْد بالحَّجاج، فسار في خمسة آلاف من أصحابه حتَّى لحق بالحَجَّاج، وكان قُدومُ الحَجَّاجِ الطائفَ في شعبان سنة اثنتين وسبعين، فلمَّا دخل ذو القعدة رَحَل الحجَّاج من الطائف حتّى نزل بئرَ مَيْمون وحصرَ ابن الزّبير.

حجّ الحجَّاجُ بالناس في هذه السنة، وابن الزبير محصور، وكان قدومُ طارق مكَّة لهلالِ ذي الحِجَّة، ولم يَطُف بالبَيْت، ولم يصل إليه وهو مُحرِم، وكان يَلبَس السلاح، ولا تقرَب النساء ولا الطيب إلى أن قُتل عبدُ الله بن الزبير، ونَحَر ابنُ الزّبير بُدْنًا بمكَّة يوم النحر، ولم يحجَّ ذلك العامَ ولا أصحابه لأنَّهم لم يَقِفوا بعَرَفة. (٦/ ١٧٤ - ١٧٥).

قال محمَّد بنُ عمر: حدثني سعيد بنُ مسلم بن بابك، عن أبيه، قال: حجَجتُ في سنة اثنتين وسبعين فَقدِمْنا مكَّة، فدخَلناها من أعلاها، فنجدُ أصحابَ الحَّجاج وطارق فيما بين الحَجون إلى بئرِ مَيْمون، فطفْنا بالبيت وبالصَّفا

<<  <  ج: ص:  >  >>