للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

المسلمين ممّن كان بمكة: إنما أصابوا ما أصابوا في شعبان. وقالت يهود: تفاءل بذلك على رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: عمرو بن الحضرميّ قتله واقد بن عبد الله: "عمرو" عمرت الحرب، و"الحضرميّ" حضرت الحرب، و"واقد بن عبد الله" وقدت الحرب؛ فجعل الله عزّ وجلّ ذلك عليهم لا لهم.

فلمَّا أكثر الناس في ذلك أنزل الله عزّ وجلّ على رسوله - صلى الله عليه وسلم -: {يَسْأَلُونَكَ عَنِ الشَّهْرِ الْحَرَامِ قِتَالٍ فِيهِ} [البقرة: ٢١٧]. فلمّا نزل القرآن بهذا من الأمر وفرَّج الله عن المسلمين ما كانوا فيه من الشَّفَق، قبض رسول الله - صلى الله عليه وسلم - العير والأسيرين.

وبعثَت إليه قريش في فداء عثمان بن عبد الله والحكَم بن كيسان، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: لا نُفْدِيكموهما؛ حتى يَقدَم صاحبانا -يعني سعد بن أبي وقَّاص وعتبة بن غزوان- فإنَّا نخشاكم عليهما؛ فإن تقتلوهما نقتل صاحبيكم. فقدم سعد وعُتْبة، ففاداهما رسول الله - صلى الله عليه وسلم - منهم؛ فأما الحكم بن كَيسان فأسلم فحسُن إسلامه، وأقام عند رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حتى قتل يوم بئر مَعُونة شهيدًا (١). (٢: ٤١٠/ ٤١١ / ٤١٢/ ٤١٣).


(١) إسناده إلى ابن إسحاق ضعيف وكذلك أخرجه ابن هشام في السيرة النبوية عن عروة مرسلًا (٢/ ٢٨٨ - ٢٩٢) مع بعض الاختلاف.
والحديث في هذا عن الزهري ويزيد بن رومان عن عروة بن الزبير (٢/ ٢٢٩) فحديث سرية عبد الله بن جحش مرسل عند كليهما (الطبري وابن هشام) وأخرجه البيهقي في السنن (٩/ ١٢) عن عروة كذلك مرسلًا- وأحمد (٢١/ ٢٥ / الفتح الرباني) وفي إسناده انقطاع وكذلك ابن أبي شيبة (١٤/ ٣٥٢) منقطعًا ورواه البيهقي مرسلًا في سننه (٩/ ٥٨) وهذه طرق ضعيفة تتقوى ببعضها وبما أخرجه البيهقي موصولًا بسند رجاله ثقات من طريق سليمان التيمي عن الحضرمي عن أبي السوار عن جندب بن عبد الله - رضي الله عنه -، وقال البيهقي في السنن عقب هذه الرواية (٩/ ١١): سنده صحيح إن كان الحضرمي هو ابن لاحق- اهـ -.
وقال الهيثمي: رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح (مجمع الزوائد ٦/ ١٩٨).
وأما من المعاصرين فقد ضعف محققا سيرة ابن هشام حديث سرية عبد الله بن جحش، إذ قال الشيخان الجليلان الدكتور همام سعيد ومحمد أبو صعيليك في نهاية تحقيقهما للخبر: فيكون الخبر ضعيفًا (سيرة ابن هشام / الحاشية ٢/ ٢٨٩).
أما الشيخ الفاضل سيد بن عباس الحليمي فقد ذكر طرق الرواية وبيّن ضعفها غير رواية البيهقي من حديث جندب بن عبد الله فقال: وإسناده حسن إن كان حضرمي هو ابن لاحق.
(الفصول في سيرة الرسول / ٦٠ / الحاشية). =

<<  <  ج: ص:  >  >>