قلنا: واتباعًا لمنهج التحقيق الذي ذكرنا في مقدمة السيرة فإنا نذكر أمثال هذه الروايات في الصحيح وبالشروط التي ذكرنا والله تعالى أعلم. (١) إسناده صحيح وحديث البراء هذا أخرجه الإمام البخاري في صحيحه (كتاب المغازي ٦ - باب عدة أصحاب بدر / ح ٣٩٥٨). - لقد ذكرنا الرواية (س ١٨٧) المطولة في قسم الضعيف وبينا هناك أنه ضعيف السند إلى ابن إسحاق وقد رواه ابن إسحاق مرسلًا- وأغلب الأمور الواردة في المتن ضعيفة سوى الآتي: ١ - قوله (بعث بسبس بن عمرو الجهني) فقد أخرج مسلم في (صحيحه / باب ثبوت الجنة للشهيد / ح ١٩٠١) عن أنس - رضي الله عنه - قال: (بعث رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بسبسة عينًا ينظر ما صنعت عير أبي سفيان فجاء وما في البيت أحد غيري وغير رسول الله - صلى الله عليه وسلم -. قال: لا أدري ما استثنى بعض نسائه). قال: فحدثته الحديث قال: فخرج رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فتكلم فقال: (إن لنا طلبة فمن كان ظهره حاضرًا فليركب معنا فجعل رجال يستأذنونه في ظهرانيهم في علو المدينة فقال: لا إلّا من كان ظهره حاضرًا). والحديث أخرجه كذلك أحمد في مسنده (٣/ ١٣٦) ويرى الحافظ ابن حجر أن الصواب هو بسبس (أي كما عند الطبري) انظر الإصابة (١/ ١٥١). ٢ - قوله: (فاستشار النبي - صلى الله عليه وسلم - للناس وأخبرهم عن قريش فقام أبو بكر - رضي الله عنه - فقال فأحسن، ثم قام عمر بن الخطاب فقال فأحسن ثم قام المقداد بن عمرو فقال: يا رسول الله امض كما أمرك الله فنحن معك ... إلخ). فقد أخرجه البخاري بأوجز من هذا (باب قوله تعالى: {إِذْ تَسْتَغِيثُونَ رَبَّكُمْ} / ح ٣٩٥٢) عن ابن مسعود - رضي الله عنه -: شهدت من المقداد =