١ - فقد سبق ذكر الرواية (٢/ ٤٢٤ - ٤٢٥ - ٤٢٦) وذكرنا عندها ما يؤيدها وفيها: فقال: (هو عتبة بن ربيعة وهو ينهى عن القتال ... إلخ). وكذلك أخرج الحاكم في المستدرك (٣/ ١٨٧) من حديث ابن عباس - رضي الله عنهما -: (لما نزل المسلمون وأقبل المشركون، نظر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلى عتبة بن ربيعة وهو على جمل أحمر فقال: إن يكن عند أحد من القوم خير فهو عند صاحب الجمل الأحمر إن يطيعوه يرشدوا وهو يقول: يا قوم أطيعوني في هؤلاء القوم فإنكم إن فعلتم لن يزال ذلك في قلوبكم، ينظر كل رجل إلى قاتل أخيه، وقاتل أبيه، فاجعلوا حقها برأسي وارجعوا، فقال أبو جهل: انتفخ والله سحره حين رأى محمدًا وأصحابه، إنما محمد وأصحابه كأكلة جزور ولقد التقينا، فقال عتبة: ستعلم من الجبان المفسد لقومه، أما والله إني لأرى قومًا يضربونكم ضربًا، أما ترون كأن رؤوسهم الأفاعي، وكأن وجوههم السيوف، ثم دعا أخاه وابنه، فخرج بينهما ودعا بالمبارزة) وقال الهيثمي: رواه البزار ورجاله ثقات (المجمع ٦/ ٧٦). ٢ - وأما المبارزة بين الصحابة من جهة وعدد من المشركين من جهة أخرى (الوليد بن عتبة وابني ربيعة) فقد أخرج البخاري في صحيحه عن قيس بن عباد عن علي بن أبي طالب - رضي الله عنه - أنه قال: أنا أول من يجثو بين يدي الرحمن للخصومة يوم القيامة، وقال قيس بن عباد وفيهم أنزلت (هذان خصمان اختصموا في ربهم) قال: هم الذين تبارزوا يوم بدر، حمزة وعلي وعبيدة أو أبو عبيدة بن الحارث، وشيبة بن ربيعة وعتبة بن ربيعة والوليد بن عتبة، (كتاب المغازي ح / ٣٩٦٥). وأخرج البخاري عن أبي ذر - رضي الله عنه - يقسم: لنزلت هؤلاء الآيات في هؤلاء الرهط الستة يوم بدر ... (صحيح البخاري / ح ٣٩٦٨) وحديث المبارزة أخرجه كذلك أحمد. وقال الهيثمي: ورجال أحمد رجال الصحيح غير حارثة بن مضرب وهو ثقة (المجمع ٦/ ٧٦). ٣ - وأما إرسال قريش لعمير بن وهب الجمحي ليحزر جيش المسلمين: فقد أخرجه كذلك ابن هشام من طريق ابن إسحاق مرسلًا (السيرة النبوية بتحقيق همام ٢/ ٣١٥) ورواه ابن سعد معلقًا (الطبقات ٢/ ١٦) ولقد جوّد العمري إسناده وأضاف قائلًا: إذ يغلب الظن أن شيوخ ابن إسحاق بن يسار فيه من الصحابة ولو تحقق ذلك فإن الحديث صحيح لأن جهالة الصحابي لا تضر خاصة وهم كثرة. (السيرة النبوية الصحيحة ٢/ ٣٥٩). ولم نجد للمقطع الأخير من رواية الطبري تأييدًا من رواية صحيحة وذلك من قوله (قال: ألست شهيدًا يا رسول الله؟ ... إلخ) والله أعلم.