للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقاتل معوّذ حتى قُتل، فمرّ عبد الله بن مسعود بأبي جهل حين أمر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أن يُلتَمس في القتلى، وقد قال لهم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فيما بلغني-: انظروا إنْ خفِيَ عليكم في القتلى إلى أثر جُرْح بركبتهِ؛ فإني ازدحمت أنا وهو يومًا على مأدُبة لعبد الله بن جُدعان؛ ونحن غلامان؛ وكنت أشفَّ منه بيسير؛ فدفعته، فوقع على ركبتيه، فجُحِشَ في إحداهما جَحْشًا لم يزل أثرُه فيه بعد. قال عبد الله بن مسعود: فوجدته بآخر رَمَق، فعرفته، فوضعت رجلي على عنقه. قال: وقد كان ضَبَثَ بي مرّة بمكة، فآذاني ولكزَني. ثم قلت: هل أخزاك الله يا عدوّ الله! قال: وبماذا أخزاني! أعْمَدُ من رجل قَتلتموه؟ ! أخبرني لمن الدَّبْرَة [اليوم] قال: قلت: لله ولرسوله (١). (٢: ٤٥٤/ ٤٥٥).

١٠١ - حدَّثنا ابنُ حُميد، قال: حدثنا سَلمة، عن محمد بن إسحاق: وزعم رجال من بني مخزوم أنّ ابن مسعود، كان يقول: قال لي أبو جهل: لقد ارتقيتَ يا رُوَيعيَ الغنم مرتقىً صعبًا! ثم احتززتُ رأسه؛ ثم جئت به رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقلت: يا رسولَ الله، هذا رأس عدوّ الله أبي جهل، قال: فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: آللهِ الذي لا إله غيره! - وكانت يمينَ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: قلتُ: نعم؛ والله الذي لا إله غيره، ثم ألقيتُ رأسه بين يدي رسول الله - صلى الله عليه وسلم -. قال: فحمد الله (٢) [٢: ٤٥٥/ ٤٥٦].


(١) إسناده ضعيف وأصل قصة مقتل أبي جهل في صحيح البخاري في عدة مواضع فقد أخرج البخاري في صحيحه عن أنس رضي الله عنه قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يوم بدر: من ينظر ما صنع أبو جهل؟ فانطلق ابن مسعود فوجده قد ضرباه أبناء عفراء حتى برد، فأخذ بلحيته فقال: أنت أبو جهل؟ قال: وهل فوق رجل قتله قومه أو قال قتلتموه (صحيح البخاري كتاب المغازي باب قتل أبي جهل ح ٣٩٦٣).
والحديث أخرجه مسلم في صحيحه (كتاب الجهاد ح ١٨٠٠).
وأخرجه البخاري كذلك بأطول من روايته السابقة (صحيح البخاري كتاب الخمس باب من لم يخمس الأسلاب).
ورواه البيهقي في دلائل النبوة (٣/ ٨٣) كما عند الطبري ورواه غيرهم.
ورواه ابن هشام في السيرة (٢/ ٣٣٢ / تحقيق همام) من طريق محمد بن إسحاق بسند حسن والله تعالى أعلم.
(٢) إسناده ضعيف ولكن أخرج الطبراني (ح / ٨٤٦٨) عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال: أدركت أبا جهل يوم بدر صريعًا فقلت: أي عذو الله قد أخزاك الله؟ قال: وبمَ أخزاني من =

<<  <  ج: ص:  >  >>