بشجرة، وأومأ إلى خدمه الخاصّة فتنحّوْا، ثم قال: أمانة الله يا صبّاح أن تكتم عليّ، فقلت: يا سيّدي، عبدك الذليل تخاطبه مخاطبة الولد! قال: فكشف عن بطنِه؛ فإذا عصابة حرير حواليْ بطنه، فقال: هذه علّة أكتمها الناس كلَّهم؛ ولكلّ واحد من ولدي عليّ رقيب؛ فمسرور رقيب المأمون، وجبريل بن بختيشوع رقيب الأمين - وسمّي الثالث فذهب عني اسمه - وما منهم أحد إلا وهو يحصي أنفاسي، ويعدّ أيامي، ويستطيل عمري، فإن أردت أن تعرف ذلك فالساعة أدعو بدابّة، فيجيئونني ببرذَوْن أعجف قَطوف، ليزيد في علتي، فقلمت: يا سيدي ما عندي في الكلام جوابٌ، ولا في ولاة العهود؛ غير أني أقول: جعل الله من يَشْنؤك من الجنّ والإنس والقريب والبعيد فداك؛ وقدّمهم إلى تلك قبلك، ولا أرانا فيك مكروهًا أبدًا، وعمّر بك الله الإسلام، ودعم ببقائك أركانَه، وشدّ بك أرجاءه، وردّك الله مظفرًا مفلحًا، على أفضل أمَلِك في عدوّك، وما رجوت من ربك. قال: أمّا أنت فقد تخلّصت من الفريقين.
قال: ثم دعا ببرذون، فجاءوا به كما وصف، فنظر إليّ فركبه، وقال: انصرف غير مودَّع؛ فإن لك أشغالًا، فودّعته وكان آخر العهد به.
وفيها قدم يحيى بن معاذ بأبي النداء على الرشيد وهو بالرقة فقتله.
وفيها فارق عُجيف بن عنبسة والأحوص بن مهاجر في عدّة من أبناء الشّيعة رافع بن ليث، وصاروا إلى هرثمة.
وفيها قُدِم بابن عائشة وبعدّة من أهل أحواف مصر.
وفيها ولّى ثابت بن نصر بن مالك الثّغور وغزا، فافتتح مطمورة.