للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وخراجها، وضمّ إليه جماعة من القوّاد وأمر له - فيما ذكر - بمائتي ألف دينار، ولولده بخمسين ألف دينار، وأعطى الجند مالًا عظيمًا، وأمر له من السيوف المحلّاة بألفي سيف وستة آلاف ثوب للخِلَع، وأحضر محمد أهل بيته ومواليه وقوّاده المقصورة بالشّماسية يوم الجمعة لثمانٍ خلوْن من جمادى الآخرة، فصلى محمد الجمعة، ودخل وجلس لهم ابنه موسى في المحراب، ومعه الفضل بن الربيع وجميع مَنْ أحضر، فقرأ عليهم كتابًا من الأمين يعلمهم رأيه فيهم وحقه عليهم، وما سبق لهم من البيعة متقدّمًا مفردًا بها، ولزوم ذلك لهم، وما أحدث عبد الله من التسمّي بالإمامة، والدّعاء إلى نفسه، وقطْع ذكره في دور الضرب والطُّرز، وأنّ ما أحدث من ذلك ليس له، ولا ما يدَّعِي من الشروط التي شُرطت له بجائزة له. وحثهم على طاعته، والتمسك ببيعته. وقام سعيد بن الفضل الخطيب بعد قراءة الكتاب، فعارض ما في الكتاب بتصديقه والقول بمثله، ثم تكلم الفضل بن الربيع وهو جالس، فبالغ في القول وأكثر، وذكر أنه لاحقّ لأحدٍ في الإمامة والخلافة إلا لأمير المؤمنين محمد الأمين، وأنّ الله لم يجعل لعبد الله ولا لغيره في ذلك حظًّا له ولا نصيبًا. فلم يتكلّم أحد من أهل بيت محمد ولا غيرهم بشيء إلّا محمد بن عيسى بن نهيك ونفر من وجوه الحرَس. وقال الفضل بن الربيع في كلامه: إنّ الأمير موسى ابن أمير المؤمنين قد أمر لكم يا معاشِرَ أهل خُراسان من صلْب ماله بثلاثة آلاف ألف درهم تقسم بينكم. ثم انصرف الناس، وأقبل عليّ بن عيسى على محمد يخبره أنّ أهل خُراسان كتبوا إليه يذكرون أنه إن خرج هو أطاعوه وانقادوا معه (١).


(١) هذا الخبر (٣٨٩ - ٣٩٠) ذكر الجهشياري أصله فقط فقال وجهّز محمد علي بن عيسى في سنة خمس وتسعين ومائة [الوزراء والكتاب/ ٢٩٣].
وكذلك ذكره أبو حنيفة الدينوري مع زيادة تفصيل عمّا ذكره الجهشياري فقال وهو يتحدث عن الأمين:
ثم قال لعليّ بن عيسى: إني قد رأيتُ أن تسير بالجيوش إلى خراسان، فتَلِيَ أمرها من تحت يَدَيْ موسى بن أمير المؤمنين، فانتخبْ من الجنود والجيوش على عينك.
ثم أمر بديوان الجُنْد، فدُفِعَ إليه، فانتخب ستين ألف رجل من أبطال الجنود وفُرْسانهم، ووَضَعَ لهم العَطاء، وفرّق فيهم السِّلاح، وأمره بالمسير. [الأخبار الطوال/ ٢٩٦].
وانظر الخبر الآتي.

<<  <  ج: ص:  >  >>