(مرسل السدي (كما عند الطبري) ومرسل سعيد بن المسيب (كما عند ابن سعد) وورد موصولًا عند الواحدي في أسباب النزول ص ٥٦). وأما ابن سعد فقد أخرج في طبقاته (٢/ ٤٦) من طريق الزهري عن سعيد بن المسيب أن أبي بن خلف الجمحي أسر يوم بدرٍ فلما افتدى من رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال لرسول الله - صلى الله عليه وسلم -: إن عندي فرسًا أعلفها كل يوم فرق ذُرَةٍ لعلي أقتلك عليها، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: بل أنا أقتلك عليها إن شاء الله. فلما كان يوم أحد أقبل أبي بن خلف يركض فرسه تلك حتى دنا من رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فاعترض رجال من المسلمين له ليقتلوه. فقال لهم رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: استأخروا استأخروا، فقام رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بحربة في يده فرمى لها أبي بن خلف فكسرت الحربة ضلعًا من أضلاعه فرجع إلى أصحابه ثقيلًا فاحتملوه حتى ولّوا به، وطفقوا يقولون له: لا بأس بك فقال لهم أبيّ: يقل لي: بل أنا أقتلك إن شاء الله، فانطلق به أصحابه فمات ببعض الطريق فدفنوه، قال سعيد بن المسيب: وفيه أنزل الله تبارك وتعالى: {وَمَا رَمَيتَ إِذْ رَمَيتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ رَمَى}. قلنا: وقد سبق أن جعلنا بعض الروايات المرسلة في قسم الصحيح بشرط تعدد مخارج المرسل ووجود طريق آخر موصولا ولو ضعيفًا ضعفا يسيرًا، والأمر كذلك في هذا الموضع والله أعلم.