للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وذكر عن طَوق بن أحمد، أن بابك لما هرب صار إلى سهل بن سنباط فوجَّهَ الأفشين أبا سعيد وبوزبارة، فأخذاه منه، فبعث سهل مع بابك بمعاوية ابنه إلى الأفشين، فأمر لمعاوية بمائة ألف درهم، وأمر لسهل بألف ألف درهم استخرجها لهُ من أمير المؤمنين ومنطقة مغرقة بالجوهر وتاج البطرقة، فبطرق سهل بهذا السبب، والذي كانَ عنده عبد الله أخو بابك عيسى بن يوسف المعروف بابن أخت اصطفانوس ملك البَيلقان.

وذكر عن محمد بن عمران كاتب على بن مر، قال: حدَّثني علي بن مرِّ، عن رجل من الصعاليك يقال له مَطر، قال: كان واللهِ يا أبا الحسن بابك ابني، قلت: وكيف؟ قال: كنا مع ابن الرَّوَّاد، وكانت أمه ترتوميذ العوراء من علوج ابن الرَّواد، فكنت أنزل عليها، وكانت مصكة فكانت تخدمني، وتغسل ثيابي، فنظرتُ إليها يومًا، فواثبتها بشبق السفر وطول الغربة، فأقررتُه في رحمها، ثم قال: غبنا غيبة بعد ذلكَ، ثم قدمنا فإذا هي تطلبني، فنزلتُ في منزل آخر، فصارت إليَّ يومًا، فقالت: حين ملأتَ بطني تنزلُ ها هنا وتتركني! فأذاعت أنه منِّي فقلت: واللهِ لئن ذكرتِني لأقتلنَّكِ؛ فأمسكت عني، فهو واللهِ ابني.

وكان يُجزَى الأفشين في مقامه بإزاء بابك سوى الأرزاق، والأنزال والمعاون في كلِّ يوم يركب فيهِ عشرة آلاف درهم، وفي كلِّ يومٍ لا يركب فيهِ خمسة آلاف درهم.

وكان جميعُ من قتل بابك في عشرين سنة مائتي ألف وخمسة وخمسين ألفًا وخمسمائة إنسان، وغلب يحيى بن معاذ وعيسى بن محمد بن أبي خالد وأحمد بن الجُنيد، وأسره وزُريق بن علي بن صدقة ومحمد بن حميد الطوسي وإبراهيم بن الليث، وأسِر مع بابك ثلاث آلاف وثلثمائة وتسعة أناسي، واستنقذ ممن كان في يده من المسلمات وأولادهم سبعة آلاف وستمائة إنسان، وعدَّة من صار في يد الأفشين من بني بابك سبعة عشر رجلًا، ومن البنات والكنَّات ثلاث


= يديهِ ورجليه وصلبهِ ما هو مشهور.
قالوا: ولما قدمَ الأفشين ومعهُ بابك أجلسه المعتصم على سرير أمامه وعقد التاج على رأسه. [الأخبار الطوال/ ٤٠٢ - ٤٠٥].

<<  <  ج: ص:  >  >>