للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

١٤٣ - حدَّثني العبّاس بن الوليد، قال: حدّثني أبي، قال: حدَّثنا الأوزاعيّ، قال: حدّثني إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة الأنصاريّ عن أنس بن مالك، قال: بعث رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلى عامر بن الطُّفَيل الكلابيّ سبعين رجلًا من الأنصار. قال: فقال أميرُهم: مكانَكم حتى آتيَكم بخبر القوم! فلمّا جاءهم قال: أتؤمّنوننِي حتى أخبرَكم برسالة رسول الله - صلى الله عليه وسلم -؟ قالوا: نعم؟ فبينا هو عندهم؟ إذ وخزَه رجلٌ منهم بالسِّنان. قال: فقال الرّجل: فُزْتُ وربِّ الكعبة! فقتل، فقال عامر: لا أحسبه إلَّا أنّ له أصحابًا، فاقتصّوا أثرَه حتى أتوْهم فقتلوهم، فلم يفلت منهم إلَّا رَجُلٌ واحِدٌ.

قال أنس: فكنا نقرأ فيما نُسِخ: "بَلِّغوا عَنّا إخْوانَنَا أنْ قَدْ لقينَا رَبَّنا، فرضيَ عنا ورضينا عنه" (١). (٢: ٥٥٠).


= رئيس المشركين عامر بن الطفيل خيّر بين ثلاث خصال فقال: يكون لك أهل السهل ولي أهل المدر أو أكون خليفتك أو أغزوك بأهل غطفان بألفٍ وألفٍ فطعن عامرٌ في بيت أم فلان فقال غدة كغدة البكر في بيت امرأة من آلِ بني فلان ائتوني بفرسي فمات على ظهر فرسه فانطلق حرامٌ أخو أم سليم وهو رجل أعرج ورجل من بني فلان قال: كونا قريبًا حتى آتيهم فإن آمنوا كنتم قريبًا وإن قتلوني أتيتم أصحابكم فقال: أتؤمنوني أبلغ رسالة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فجعل يحدثهم وأومؤوا إلى رجلٍ فأتاه من خلفه فطعنه قال همّام: أحسبه حتى أنفذه بالرمح قال: الله أكبر فزت ورب الكعبة فلحق الرجل فقتلوا كلهم غير الأعرج كان في رأس جبلٍ فأنزل الله تعالى علينا ثم كان من المنسوخ.
إنا قد لقينا ربنا فرضي عنا وأرضانا فدعا النبي - صلى الله عليه وسلم - عليهم ثلاثين صباحًا على رعل وذكوان وبني لحيان وعصية الذين عصوا الله ورسوله - صلى الله عليه وسلم -.
(١) سبق أن تحدثنا عن حديث أنس بن مالك عند الرواية السابقة وذكرنا رواية البخاري ونضيف هنا فنذكر رواية للإمام مسلم في صحيحه (باب ثبوت الجنة للشهيد ح / ١٦٧٧) من حديث أنس رضي الله عنه قال: "جاء ناس إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - فقالوا: أن ابعث معنا رجالًا يعلمونا القرآن والسنة، فبعث إليهم سبعين رجلًا من الأنصار يقال لهم: القراء فيهم خالي حرام، يقرؤون القرآن، ويتدارسون بالليل يتعلمون، وكانوا بالنهار يجيئون بالماء فيضعونه في المسجد، ويحتطبون فيبيعونه، ويشترون به الطعام لأهل الصفة وللفقراء، فبعثهم النبي - صلى الله عليه وسلم - إليهم، فعرضوا لهم فقتلوهم قبل أن يبلغوا المكان. فقالوا: اللهم بلغ عنا نبينا، أنا قد لقيناك فرضينا عنك، ورضيت عنا. قال: وأتى رجل حرامًا خال أنس من خلفه فطعنه برمح حتى أنفذه، فقال حرام: فزتُ ورب الكعبة، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لأصحابه: (إن إخوانكم قد قتلوا وإنهم قالوا: اللهم بلغ عنا نبينا أن قد لقيناك، فرضينا عنك ورضيت عنا). =

<<  <  ج: ص:  >  >>