للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

١٤٨ - فحدّثنا ابنُ حُميد، قال: حدَّثنا سَلمة، قال: حدَّثني محمد بن إسحاق، عن يزيد بن رُومان، مولى آل الزُّبير، عن عُرْوة بن الزبير ومَنْ لا أتَّهم عن عبيد الله بن كعب بن مالك، وعن الزُّهريّ، وعن عاصم بن عمر بن قتادة، وعن عبد الله بن أبي بكر بن محمد بن عمرو بن حزم، وعن محمد بن كَعْب القُرَظيّ وعن غيرهم من علمائنا؛ وكلٌّ قد اجتمع حديثه في الحديث عن الخندق، وبعضهم يحدّث ما لا يحدّث بعض، أنه كان من حديث الخندق أن نفرًا من اليهود منهم سلَام بن أبي الحُقَيق النَضَريّ وحُيَيّ بن أخْطبَ النَّضَريّ، وكنانة


= خمس وفيها مات سعد بن معاذ رضي الله عنه وقال الهيثمي: رواه الطبراني ورجاله ثقات (مجمع الزوائد ٦/ ١٤٢).
قلنا: وأما عن تأريخ الغزوة فالأكثرون على أنها كانت في شوال سنة (٥) هـ. كما قال الحافظ ابن كثير: وقد كانت غزوة الخندق في شوال سنة خمس من الهجرة نص على ذلك ابن إسحاق وعروة وابن الزبير وقتادة والبيهقي وغير واحد من العلماء سلفًا وخلفًا، وقد صرح الزهري بأن الخندق كانت بعد أحد بسنتين، ولا خلاف أن أحدًا في شوال سنة ثلاث (السيرة النبوية ٣/ ١٨٠).
وقد فصّل ابن حجر في ذكر أقوال المؤرخين والمحدثين وناقشها طويلًا (انظر فتح الباري ٧/ ٣٩٣).
وأما من المعاصرين فكذلك الأستاذ العمري أسهب في ذكر هذه الأقوال (السيرة النبوية ٢/ ٤١٨).
قلنا: ولا توجد رواية صحيحة من ناحية السند تذكر الغزوة (الخندق) وقعت في السنة الفلانية وإن كان أكثر المحدثين وعلماء السير على أنها وقعت في السنة الخامسة من الهجرة. ومن جانب آخر فهناك من علماء السير والمغازي وغيرهم يرى أن الغزوة لم تكن في السنة الخامسة وإنما قبلها، ومن هؤلاء موسى بن عقبة وابن حزم وليس لديهم دليلًا صريحًا في ذلك وإنما توحي ظاهر رواية صحيحة بذلك - وهي في صحيح البخاري وإن كان البخاري نفسه لم يقل بصيغة الجزم أنها وقعت في السنة الرابعة وإنما نسبها إلى موسى بن عقبة: إذ قال (كتاب المغازي): غزوة الخندق وهي الأحزاب قال موسى بن عقبة كانت في شوال سنة أربع ثم ذكر البخاري بعد هذا العنوان مباشرة رواية ابن عمر رضي الله عنهما وفيها: (أن النبي - صلى الله عليه وسلم - عرضه يوم أحد وهو ابن أربع عشرة فلم يجزه، وعرضه يوم الخندق هو ابن خمس عشرة سنة فأجازه) ورد الجمهور الاستدلال بهذه الرواية الصحيحة بأن ابن عمر رضي الله عنهما كان يوم أحد في بداية الرابعة عشرة ويوم الخندق في نهاية الخامسة عشرة والله تعالى أعلم (وانظر فتح الباري ٥/ ٢٧٨).

<<  <  ج: ص:  >  >>